طمأنينة!…

أجرى أحد الصحفيين مقابلة هوائية معي.. ارتأيت إعادة نشر مقاطع منها.. والسؤل الأول: أين ولدت؟.. الجواب: ولدت في غرفة من طين.. وحين رأتني القابلة أضحك، قالت هذا الولد سيعيش في زمن إسمنتي يُبَكي!../ سؤال: كيف تقضي أوقات فراغك؟.. جواب: أنا لا أحب الأماكن الفخمة، وصالات اللهو، والمنتجعات على ضفاف البحر لأن الأسعار فيها متدنية جداً.. وأنا عادة لا أحمل في جيبي (فراطة)، معدنية، ولا ورقية.. كما أن الكتب صارت مبتذلة، لأنها رخيصة الثمن.. كذلك المرء ما عاد يجد مكاناً في صالات السينما لشدة الازدحام عليها، ورخص تذاكرها..
سؤال: ما سبب هذا الجرح الواضح في جبينك؟.. جواب: سببه أني كنت أتفرج على حلقة من الجزء العشرين من مسلسل باب الجورة.. واقتربت كثيراً من الشاشة، وسألت: «أين المخرج؟».. وللحال أصابني حجر في جبيني…/ سؤال: لماذا رأسك أصلع كأنه صحراء الربع الخالي؟… جواب: هذا تعبير رمزي عن قحط جيبي، وهو يتعلق بالجينات الفلوسية، والراتبيّة!…/ سؤال: ما هي أطيب أكلة لدَيك؟.. جواب: الهواء!.. لأنه الوحيد الذي لا تشتريه، ولا يرتفع سعره.. وليس له باعة يكوون الزبائن!..
سؤال أخير: هل أنت سعيد في حياتك؟.. جواب: جداً جداً.. وستاً ستاً.. كل شيء رخيص.. والشوارع فسيحة.. والمواصلات سهلة.. وباصات النقل الداخلي فائضة، ذات طبيعة حميمية، لضيق مقاعدها، بحيث يلتحم الواحد بالواحد من أجل القضية الواحدة!.. وحظي كبير.. وهو يعرف بوجود ملائكة كانوا عاطلين عن العمل.. فكلفوهم بتوزيع البطاقات الذكية، من أجل زيادة الطمأنينة، مع أننا كنا مطمئنين.. تماماً مثل مستمعي حفلات أم كلثوم قديماً.. كانوا (مطروبين) يهتفون: «عَظَمه على عَظَمه يا ست..»!… وما أحلى الترداد حتى طلوع الشمس..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار