مسؤولو «البريستيج »!
مع الأسف لا تزال تحكم أعمال بعض المسؤولين والإداريين تصرفات نمطية تقليدية أقرب ما تكون إلى «البريستيج» وإيهام الآخرين بصعوبة المهمة, والجهد الكبير الذي يبذله «المسؤول الصميدعي» أو الإداري في هذه المؤسسة أو تلك الدائرة..!
هذه هي الصورة السائدة, وهذا الواقع, ولنكن واقعيين وننظر بمنظار الحس والمسؤولية المحتمة علينا تجاه ما يحصل من حالات تقصير كبيرة, ومرد ذلك إلى اتباع التقاليد «النمطية» والسكوت عن بعض الأخطاء وعدم الخوض في ايجاد الحلول لها, من باب التأجيل والابتعاد عن وجع الرأس, أو تجنباً من «تفتيح العيون» على العيوب والنواقص الحاصلة..!
لم تتغير الأعمال والسلوكيات تجاه مهام مهمة, فمازال أداء بعض المسؤولين ومن هم في الصف الأول في الإدارة, أو يتربع على كرسي الاستشارة ومرجع «التقييمات» بصفة عامة لا يوازي حجم وقوة الطموحات والتوقعات في اقتحام التحديات الصعبة المسكوت عنها, في هذا المرفق, أو تأمين الخدمات والضروريات للعباد..
أستغرب حقاً السكوت عن مدير لم يقدم أي تطور لمؤسسته طوال سنوات غير إطلاق «الكلام الفارغ», وهذا ليس مختلفاً عن ذاك الشخص القابع في إحدى الوزارات وراء مكتب فخم يشعرك فقط بأنه «افلاطون» زمانه وأن الآخرين لا يفقهون شيئاً, هو «السيد» الفهيم وماعداه لا ينفعون, لكنه مع الأسف فارغ وبلا…! ومدير لمؤسسة اقتصادية يتم إعفاؤه من مهامه, وبعد يوم يعود رافعاً رأسه عالياً.! هناك فرق بين الواقع والحقيقة , فهل مقياس نجاح المسؤول متوقف على كثرة المداحين وشهادات الولاء والتزكية لشخصه..؟! أم..؟ لكن في الطرف الآخر فالحقيقة إن مقياس الشخص المسؤول يجب أن يكون بقيمته وتأثيره الإيجابي ومساهماته ودوره المسؤول والفعال بحق , وليس بكثرة الولاءات والمحسوبيات وما إلى ذلك من مسائل بات الجميع يعرفها..!
اليوم هناك استحقاقات إدارية وغيرها من المسؤوليات, وهذا يحتم التفتيش والتمحيص بشكل دقيق عن الكفاءات المؤمنة بقدرتها وتنفيذها للمهام, وليس الكفاءات «المتملقة» الفارغة من كل شيء باستثناء كثرة واسطاتها وسمسراتها, فالمادة هي من تحكم والكل يبحث عن أكبر عدد من المكاسب, فإلى متى سنبقى تحت هذه الرهانات والحسابات..؟ وفي مصلحة من يحدث كل ذلك..؟!.