تؤكد الخريطة الجينية للبطاقة «الذكية»، أن أجدادنا الكرام في الجاهلية كانوا يعدّون وصول رسالة «تكامل» إلى «موبايل» أحد أفراد العشيرة من أجل استلام «قنينة» الغاز، علامة على مكانة صاحبها وعلوّ شأنه، أما إذا ما وصلت الجرة إلى حدود المضارب فعلاً، ولم تكن رسالة «تكامل» مجرد أضغاث أحلام، فكانوا يذبحون الإبل ويوقدون النار ابتهاجاً بوصول «الأسطوانة الزرقاء» المدلّلة إلى بيت الش َّعر، حتى إن «القرندح المضبوع» في آخر أيامه، أقسم أن يجرد مئة فارس من بطاقاتهم لأنهم تزاحموا على شاحنة الغاز ولم يلتزموا بالدور فأحدثوا ضجيجاً أيقظه من النوم في خيمته القريبة من المكان!.. لقد ترك أسلافنا الميامين ملاحم كاملة في كيفية توزيع «قناني» الغاز على البشر، كما رافق تلك العملية أدب عظيم ومآثر تعدّ من التراث العالمي النادر، ويكفي أن نذكّر ببيت الشعر الشهير للفارس «شلكحة المنفوش» الذي يحكى أنه صبر أربعين سنة بانتظار وصول رسالة «تكامل» ولم يرمها «واطيةً» لأحد وقد قال في ذلك:
وأشيحُ عن قنينة جاري إذا بان زراقها.. وأكظم غيظاً ظنته التكامل بهتانا
لكن، والحق يُقال، يا سادة يا كرام، فإن شركة «محروقات» القائمة اليوم، لم تستفد من كل هذا التراث الثرّ في أسلوب توزيع الغاز من غابر الأيام، ولو أنهم استعانوا بـ«القرندح» أو «أبي قضاعة المصوفن»، وهما من أشهر «موزّعي» الغاز في الجاهلية، لما جربوا بالبشر ابتكاراتهم العبقرية ولما أوغلوا بـ«العنتريّة» من دون أن يكون لهم في ساحات الوغى سرج سابح أو شاحنة تسير!.
الخريطة الجينية للبطاقة الذكية تقول: «حاجتكن تذاكي ع البشر».. البعض يؤكد أن المشكلة في «القنينة»، وآخرون يؤكدون أن «الفنينة» هي السبب، وحتى يبطل العجب، نذكر بـ «الحكيم غازيوس» الذي قال:
أوقدوا الحطب – إن وجد – ولا تنتظروا.. فإن رسائل التكامل تعتذرُ.. عرفتوا كيف؟.