«إي وبعدين»؟!

أكلنا «كشكاً وبصلاً أخضرَ وخبزاً مقمّراً»، و«تفكهنّا» برتقالاً وتفاحاً، «عجنّا» القليلَ من النميمة و«لتّيناها» مع بهارات الشتائم ضد بعض الفاسدين السارحين هنا وهناك. عزفنا ما جادت به قريحتنا وغنّينا بدءاً من «أبو الزلف» مروراً بـ«يا خليّ القلب» وصولاً إلى «وين شنتي سهرانة يا بنت الـ..» (إي وبعدين؟). ثم «فصفصنا بزراً ميّالاً» و«قرقشنا» فستقاً مدخّناً مع ما استطعنا إليه سبيلاً من مشروب ساخن كان يُسمّى «متّة» والآن أصبح مثل «إكسير الحياة» يوصَف مرة واحدة فقط كل 12 ساعة خاصة بعد أن «بلَعَه» غولُ الاحتكار، وأكلنا ما خبّأناه بدأبِ النمل في «نملية المونة» وما حفظته لنا أمهاتنا بصبر القدّيسات من قشور التين اليابس واللوز البلدي. «إي وبعدين؟».
ثم روينا «سيرة الزير سالم أبو ليلى المهلهل» و«ارتعبنا» من الخوارق التي قام بها الجنّي «عيروض» وأخته «عاقصة» في حكايات «سيف بن ذي يزن»، وأجَّلَ الأولاد دراستهم إلى أن يشاء الله، وتركنا الغسيلَ منقوعاً في الغسالة، وقرأنا أشعار جدنا المتنبي وغفونا فوق الكتاب وحلمنا بأننا نسبح في النعيم. (إي وبعدين؟). ثم أفقنا منزعجين و«تخانقنا» مع الأهل ومع جارنا «الدكنجي» وعدنا «لنتلحّف» بالصبر والذكريات ونتحدث عن «خطايا» الطفولة و«زعرناتها»، وكم بيضة سرقنا من «قنّ» الجدّات، وكم مرة شددنا العنزات من آذانها، وكم «مقشّة» أصابتنا ونحن نهرب من خالاتنا فيما هنّ ينظفن البيت من شقاواتنا (إي وبعدين؟). ثم مللنا من ذلك كلّه، ومللنا من الملل نفسه وكل ذلك… ولمْ تأتِ الكهرباء! لحظة… «إجتْ الكهربااااا بدها زلغوطة».
«وك لاه لاه.. مو هيك مو هيك… عادوا وقطعوها»… (إي وبعدين؟)
لا شيء، لنعيد السيرة من أوّلها.. ونعيد هذه الحكايات (روحوا انبسطوا)!.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار