«صفر» أفعال!!

معايير كثيرة يمكن الاعتماد عليها لاختبار أداء المسؤولين على اختلاف درجاتهم الوظيفية ورصد مقدرتهم على تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطن المنكوب في معيشته، إلا أن «فصل الشتاء» يطل برأسه كأحد أهم وأدق الاختبارات، التي أظهرت نتائجها السابقة «صفر» أفعال عند لحظ الأزمات المتلاحقة وتطويقها حياة الناس من دون معاقبة أي مسؤول عن سوء تدبيره وضعف أدائه، ليكون البلاء من نصيب الفقراء ومحدودي الدخل.
شتاء هذا العام لا يختلف قسوة عن سابقه، تحت تأثير «جرم» التقصير في معالجة شؤون المواطن وتركها تحل من تلقاء نفسها عند انتهاء شهوره الباردة، فلا يظفر إلا بوعود ضبط إيقاعها نسبياً على نحو يشير إلى استفادة المعنيين من دروس الماضي العصيب، من دون أن يتبع ذلك تحسن في معالجة المشكلات وتلافيها، أقله تأمين مستلزمات التدفئة من مازوت وغاز وكهرباء، للحصول على بعض الدفء وليس شتاء دافئاً كما أمّلهم أصحاب الشأن المدعومة مكاتبهم وبيوتهم بهذه المواد بحكم عطايا مناصبهم الرفيعة، التي يفترض أن يكون نيل بركتها استحقاقاً عند كسب رضا المواطن، لا عطية تدر منافع شخصية كثيرة بلا مساءلة عند إساءة الاستخدام والتقصير. والتساؤل المشروع: لماذا يستمر بعض المسؤولين في مناصبهم برغم فشلهم الذريع في حل الأزمات المتكررة منذ سنوات، ولماذا يدفع المواطن ثمن أخطائهم وتعثرهم في إدارة مسؤولياتهم البدهية وكأن البلد خلت من الكفاءات والخبرات القادرة على تحسين نوعية الخدمات وتطوير آليات العمل في الوزارات والمؤسسات، وهذا أضعف الإيمان.
معايشة السوريين أزمات الشتاء المتكررة وإغراق مدن بأكملها بالظلام وتحديداً المدن الصناعية، لا يقتصر ضرره على صقيع البيوت فقط، وإنما تمتد ندباته الثقيلة على كيان الاقتصاد المحلي المنهك، عند إغلاق العديد من المنشآت الصناعية والحرفية والتجارية، الناجم بطبيعة الحال عن الحصار الاقتصاد الخارجي وضرباته الشديدة، التي ستكون بلا نفع حال وجود إدارات مرنة قادرة على كسر طوق الحصار الداخلي الأكثر خطورة، فكما يقال: «وظلم ذوي القربى أشد مضاضة».
rihabalebrahim@yahoo.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار