ما بعد التوقيع..؟

المتابع للنشاط الاقتصادي المرافق للعرس الوطني الذي يلف بجناحيه سورية من بابها إلى محرابها, ويرخي بظلاله على المكونات الأساسية المشاركة في المعرض, مشكلاً آفاقاً إيجابية في مستوى العلاقات بين المشاركين, ليس على المستوى الاقتصادي فحسب بل على كل المستويات, لأن الحالة المثلى التي ينسجها المعرض إيجاد نوع من النسيج الاجتماعي والثقافي وحتى السياحي, يعكس بطبيعة الحال رغبة الجميع في إنجاح هذه اللوحة الفسيفسائية, التي تترجم الحالة الوجدانية لكل مشارك..
من هنا نجد أن التباشير الإيجابية التي تظهر يومياً من خلال فعالياته المتواصلة وخاصة الاقتصادية منها, باعتبار أن المكون الأساس للمعرض هو حجم المشاركة للفعاليات الاقتصادية والعامة والخاصة, وما تترجمه من نشاط خاص يرقى إلى مستوى أهمية المعرض الاقتصادية, وفرض حالة من التعاون المبرمج بين الأطراف يؤطر في كل الأحوال إلى توقيع اتفاقيات وعقود أولية يمكن ترجمتها ما بعد أيام المعرض, لكن الصيغة الإيجابية في هذا المجال هي رغبة الجميع بالتعاون المثمر الذي يؤدي لفوائد مادية واقتصادية تصب في مصلحة الجميع..
وبالتالي الأدلة واضحة للجميع, مع إمكانية ذكر بعضها تأكيداً على حالة النجاح المذكورة, منها على سبيل المثال لا الحصر التوقيع على عقود للتنقيب النفطي مع شركات روسية, جاءت نتيجة جهود مشتركة سبقت فعاليات المعرض, لكن التوقيع عليها بختم المعرض, ناهيك بعقود في مجال النقل الجوي والتعاون البحري, والأهم قطاع السكك الحديدية, وإقامة مطارات جديدة في المنطقة الوسطى ومنطقة حلب, ومشاريع جديدة في مجال البحوث العلمية, والتعاون مع بعض الدول المشاركة للتعاون في التطبيق والتطوير, والتعاون المماثل في المجالات الصناعية والزراعية, وإقامة مشاريع مشتركة مع الدول الصديقة كروسيا والصين وإيران وبلغاريا وغيرها من المشاركين في المعرض ..
نحن على يقين تام بخروج الفعاليات المشاركة بجملة نشاطات اقتصادية مميزة من حيث الكم والنوع, والأهمية على المستوى المحلي والخارجي, لكن السؤال المهم: كيفية ترجمتها على أرض الواقع, وهل هناك آلية واضحة يمكن من خلالها الدخول إلى تفاصيل هذه الترجمة بما يعكس الحالة الإيجابية التي تخدم كل الأطراف بما فيها الجهة المنظمة لفعاليات المعرض والخزينة العامة للدولة, أم تبقى الفائدة ضمن إطار الجهات التي وقعتها..!؟ ونحن بانتظار الترجمة..ّ!!
ISSA.SAMY68@GMAIL.COM

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار