يبدو أن ساعة الرمل قد انطلقت فعلياً في العدّ العكسي لتحول دمشق إلى قبلة للعالم من خلال معرضها، معرض دمشق الدولي، «من دمشق إلى العالم» شعار تحدّت به سورية العالم، وكانت على قدر التحدي حتى أصبح «العالم في دمشق»، هذه التظاهرة الحاشدة جاءت لتوحد الصوت، ولتشبك الأيادي التي حاول الإرهابيون تفريقها، ولترصِّع جبين وطن ناصع طالما حاولوا تلويثه.
معرض دمشق الدولي بدورته الـ61، المعروف بمشاركة مئات من الوفود العربية والأجنبية، لا أحد يتخيل حجم التحديات التي أصرّ الجميع تخطيها وكسب الرهان وإعلان النصر، وما سمعناه من زوار معرض دمشق الدولي يؤكد بما لا يقبل الشك ما ذهبنا إليه الجميع، بأن القضية لم تعد قضية معرض وعقود وصفقات، بل حملت أبعاداً أعمق من ذلك، القضية هي إثبات «هوية وطن» حاولت العديد من الدول طمس هذه الهوية وفقاً لاعتبارات ومحسوبيات، لكن الرياح جاءت عكس ما تشتهي السفن.. ومن وجهة نظري أرى أن توقيع العقود أيضاً يعدّ منعطفاً اقتصادياً وطنياً جدياً يستحق التقدير والإشادة، وقد كنا ننتظرها منذ وقت طويل.. لعلها ضربة موجعة للذين ما فتئوا يحاولون تدمير البنية الاقتصادية، ربما ما لم يعرفه البعض أن هذه المناسبة أتاحت الفرصة أيضاً لمناقشة ما يتطلبه الاقتصاد السوري في المرحلة القادمة من رؤى مستقبلية وتقوية مكامن وقوة هذا الاقتصاد ورسم ملامح جديدة ليكون قادراً على الصمود والتنافسية، ومن المنطق أن نشيد بالإنجاز الذي حققه معرض دمشق الدولي على مدار سنوات جاءت على مستوى الحدث في أهميته فقد كان ولايزال يتردد صداه مصحوباً بأجمل ما قيل عن دمشق عبر الأماسي والندوات والفعاليات الثقافية والترفيهية التي تليق بمقامه.
ومما يحسب للمعرض والقائمين والمسؤولين عنه اليوم هو الابتكار والتجديد، فقد صممت البوابات والممرات، كذلك كانت هناك فكرة الباصات والقطار لتسهيل نقل الزوار من وإلى المعرض.. كل هذه الجهود لابد من أن تؤخذ في الحسبان، لنكون دائماً في المقدمة، ولاسيما أننا اليوم أمام تحدٍّ كبير، فالفرصة تاريخية والظروف مواتية لإبراز إرث سوري التاريخي جنباً إلى جنب مع الإرث الذي تحتضنه معظم مدننا وقرانا من كل حدب وصوب..
hanaghanem@hotmail.com