لا نقدر النعم..!!

لا يخفى على أحد أهمية صناعة السياحة كظاهرة ضخمة لا يمكن تجاهلها، لما لها من دور بارز بين الأنشطة الاقتصادية ما جعلها تتحول إلى صناعة عالمية تتنافس عليها دول العالم لأنها إحدى الركائز الاستراتيجية للتنمية الاقتصادية, وصناعة السياحة مثلها مثل أي صناعة أخرى، تحتاج بيئة متكاملة من الخطط على الورق، والخطوات على الأرض، والمتابعة من الجهات المعنية، فالصناعة السياحية هي عملية إنتاج مترابطة بين استراتيجيات وخطط عمل متطورة لتحويل المقومات الطبيعية وغيرها إلى مردود اقتصادي.
ونحن بلد أنعم الله عليه بالكنوز التراثية والتاريخية وجعله مهد الحضارات والأديان و لديه من الإمكانات والمقومات السياحية والفرص الاستثمارية الكثير ومن حق الإنسانية معرفتها لكونها تفتح الطريق أمامنا لمسارات اقتصادية تدر دخلا هائلا لاقتصادنا الوطني..إلا أننا لم نحسن استثمارها!
لذا أقول إن هناك حلقة مفرغة بل ناقصة تبعدنا عن الاستثمار في السياحة، فنحن نملك من الموارد البشرية المؤهلة والعقول ذات الخبرة في الإدارة جميع المقومات السياحية، لذلك لابد من وضع النقاط على الحروف والاعتماد على السياحة كقطاع اقتصادي مهم وخاصة أنه ينمو أكثر من ستة أضعاف معدلات نمو الاقتصاد الكلي ويخلق فرص عمل واستثمار هائلة، ومع ذلك نجد أن نسبة رأسمال المستثمر في السياحة إلى إجمالي الاستثمار في القطاع الخاص ضعيفة وقد يكون السبب عدم وجود تسهيلات تقدم لصناعة هذا القطاع مقارنة بغيره من القطاعات التي لابد من تذليلها لأن عدم تنامي العائد الاقتصادي في مجال السياحة لدينا يعود بالمقام الأول إلى عدم اقتناعنا بما لدينا من كنوز حقيقية في المجال السياحي، وهذا يتطلب إعادة الثقة وتسهيل كل الإجراءات والصعوبات التي يجب أن تذلل لكل مستثمر بل تمنحه الكثير من الميزات والتسهيلات التي تشجع بل تصنع مفهوماً حقيقياً لصناعة السياحة كما أننا لا يمكن أن نتجاهل أننا بحاجة لخطوة أكثر جرأة وفاعلية من القطاع الخاص للانطلاق بصناعتنا السياحية في أكثر من مجال.
والمطلوب من المعنيين في القطاع السياحي وضع روزنامة سياحية لتفعيل مفهوم السياحة الداخلية والخارجية بتضافر وتكامل جهود القطاعين العام والخاص.. لدينا الكثير.. الكثير.. من المقومات والشواهد والآثار الحضارية الأثرية والدينية التي تجعلنا في مصاف الدول المتقدمة سياحياً لكن… أين نحن منها؟؟
! hanaghanem@hotmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار