بعد ثلاثة أيام يفسد الفروج إذا لم يتم طهوه؟
وكأن الفرحة تأبى أن تصل إلى عيون أطفال صغار وحتى عيون أمهات وآباء كبار!! فبعد الانخفاض المهم بأسعار الفروج لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها تجنباً للإحراج، وصل الفروج إلى أغلب البيوت، حسب أخبار الجار لكن الغاز نفد! ومنذ أكثر من أسبوع والبحث جارٍ عن أسطوانات غاز لكن الأسباب غير الواضحة لنفاد الكميات التي تطل خجولة من هنا وهناك دفعتنا إلى البحث عمّا وراء الأكمة إلى أن وصلنا إلى تقرير مهم ولافت كشفت ملابساته الهيئة العامة للمنافسة ومنع الاحتكار..
وبصراحة القول فإن التقرير كان واقعياً ومهنياً..وبدأ بقوة وجرأة وبعبارات واضحة لا لبس فيها وهو يحلل أسباب انخفاض أسعار الفروج وبيان ما وراء أزمة الغاز إلى أن وصل في تحليله لمعالجة حالة الكساد في الأسواق إلى اقتراح «زيادة الرواتب والأجور والعمل على استقرار سعر صرف الدولار ومنع دخول البضائع المهربة وتفعيل دور مؤسسات التدخل الإيجابي ودور (السورية للتجارة) من ناحية الجودة والسعر، إضافة إلى تخفيض أو إلغاء الرسوم الجمركية على المواد الأولية اللازمة للصناعات الغذائية وتشجيع زيادة عدد المستوردين في السوق السورية، فضلاً عن تشجيع المنشآت المتوقفة عن العمل خلال فترة الحرب للإقلاع مجدداً من خلال عدم تكليفهم ضريبياً عن فترة التوقف عن العمل، وتوفير مخزون احتياطي دائم من مادة الغاز وخاصة قبل الدخول في فصل الشتاء».
والسؤال: ترى هل تصل مثل هذه التقارير المهمة إلى طاولة المسؤولين؟! وبفرض أنها وصلت ما هي ردة الفعل المتوقعة من هذا المسؤول صاحب الحبر الأخضر..؟! هناك ثلاثة مواقف لا رابع لها: الأول وهو عدم قراءة التقرير أصلاً لأنه حسب التراتبية توجد أوراق أهم ولا داعي لحمل الهم..!
والاحتمال الثاني قراءة الملف والاتصال مع المعنيين بالهيئة والطلب منهم عدم التدخل بما لا يعنيهم أي اقتراح زيادة الرواتب لأن كثيرين قدموا هذا الاقتراح وكان مصيرهم العتب ولكلٍّ أسبابه.
والاحتمال الثالث والأكثر حظاً أن تتم قراءة التقرير وعقد اجتماع يضم الهيئة والمسؤولين المعنيين لتبادل الآراء وإيجاد الحلول وشرح وجهات النظر مع تقديم الشكر لجهود الهيئة التي تقوم بدراسة الأسواق والاقتراب من نبض المواطن وأحوال البيع والشراء من خلال جولاتها في المحافظات وتلمسها أحوال انخفاض الطلب على أغلب المواد نتيجة تدني الدخل والقدرة الشرائية من جهة والتركيز على إعادة الترميم في المناطق المحررة من جهة أخرى.
وبالنسبة للفروج وبانتظار الحلول سننصح الطباخين بسلقه على الحطب مع زيادة المرقة بسبب العاصفة الثلجية القادمة وأحوال الطقس المكركبة.