«أطباق الجدات تعود للحياة».. سيدات سوريات يعرضن أطباقاً تراثية «منسية» في مهرجان الطاهية السورية التراثي الأول بحلب
تشرين ـ أنطوان بصمه جي:
أطباق عديدة منها “المغموغة، مربى الورد من التراث الحلبي ، التفاحية، البصلية، الإيج الأرمني، خرت خاتشاغ من المطبخ السرياني الأورفلي، الهريسة، أزط طرمة، قاورما، قرع بلين، الزردة، تشيلا آبور وغيرها الكثير من الأطباق والمأكولات، التي عرضت في قلب منارة حلب القديمة المجتمعية حيث احتضنت مهرجان الطاهية السورية التراثي الأول، والذي تنظمه الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع مؤسسة الشيف السوري، لإحياء الأطباق التراثية السورية “المنسية” وتسليط الضوء على دور المرأة في الحفاظ على المطبخ السوري الأصيل.
كنوز دفينة
مجموعة من الطاهيات السوريات القادمات من محافظات مختلفة اجتمعنّ للتنافس والإبداع في إعداد أشهى المأكولات التي تعكس ثراء التراث الغذائي السوري. وتشجيع الأجيال الشابة على اكتشاف كنوز المطبخ السوري العريق.
شهد اليوم الأول تقديم أكثر من 60 طبقاً تراثياً من مختلف البيئات والمحافظات السورية يعود بعضها لأكثر من 100 عام.
دور المرأة السورية
وأوضح شكري قيومجي رئيس مجلس أمناء مؤسسة الشيف السوري والحكم الدولي أنّ هدف المهرجان بمثابة إعادة إحياء التراث المادي واللامادي، والمطبخ السوري بأطباقه المتنوعة، وهناك الكثير من الأطباق والأصناف المنسية، إلى جانب إظهار دور المرأة حاملة الإرث الغذائي ومورثاته.
وعن العدد الإجمالي للمتسابقات في المهرجان، كشف قيومجي مشاركة ٨٠ متسابقة من كافة الأعمار والمحافظات السورية، في حين بلغ عدد لجنة التحكيم 22 شخصاً موزعين بين شيف ومديرين تنفيذيين بمطاعم 5 نجوم ومستشارين، مؤرخين ومدرسين في معاهد فندقية وخبراء إطعام، جميعهم سوريون.
أطباق أصيلة
وبالنسبة لأطباق المأكولات المعروضة أوضح قيومجي أنها كانت متعددة وغنية بعضها من المطبخ الحلبي الأصلي وبعضها الآخر استقطبه المطبخ الحلبي وأضاف له بهاراته ولمسته الخاصة لتنصهر جميع الأطباق ببوتقة واحدة.
المرأة صاحبة الفضل الأول في ثراء المطبخ السوري”.. هكذا أكد المؤرخ حسان خوجة في مهرجان الطاهية السورية التراثي الأول. وأوضح أنّ الأطباق السورية المتنوعة والشهيرة ما هي إلا نتاج لموروث نسائي عريق، حيث كانت المرأة هي الحارسة على أسرار المطبخ وتراثه، وأضاف أن هذا التنوع في الأطباق يعكس التنوع الجغرافي للبلاد واختلاف المكونات المتوفرة في كل منطقة، لذلك تنوع الشيفات في لجنة التحكيم من محافظات سورية مختلفة وذلك حرصاً على اختلاف الأذواق.
وسلط المهرجان الضوء على التنوع الثقافي الغني في المطبخ السوري، الشيف هيثم خميس من محافظة حماة تحدث عن اكتشافه لأطباق ذات أصول أرمنية وسريانية تحمل نكهة حلبية مميزة. مبيناً أن هذا المزيج الثقافي يعكس عمق الجذور التاريخية للمطبخ السوري وتأثره بالحضارات المختلفة.
آراء المتسابقات
ومن الطاهيات المتسابقات شاركت بريجيت بغديس بطبق من التراث السرياني الرهاوي “البوراني” ويتألف من السلق واللحمة والفطر، وطبق آخر ” قازان كباب” مبينة أنّ أهمية مشاركتها لتعريف الزوار بالأطباق التراثية وتبادل الخبرات بين بقية المطابخ السورية.
وقدمت المتسابقة هالة حميش” المشحمية والكليجة “من المطبخ التراثي لدير الزور ، إلى جانب الكبة الجزرية من المطبخ المسيحي الكاثوليكي، مبينة أهمية التعرف على الإضافات التي تميز كل طبق عن الآخر، والاستفادة من الملاحظات التي تقف عندها لجنة التحكيم.
في حين قدمت المتسابقة حميدة صابوني طبق “السكباج” الذي تعود أصوله للعهد العباسي، وأساسها من الخل واللحم الضاني وماء الورد والزبيب والكاجو وكرفس ونعناع، وترى أنّ المهرجان تجربة مفيدة لها لكونها شيفَ مطبخ يزيد من خبرتها.
ومن التراث الساحلي قدمت إيلين حنينو كبة السلق تخشى بالسلق تقدم مع صلصة ، وهذا تشجيع على العودة للأكل التراثي القديم.
بيتي أوهان قدمت أطباق حلويات تراثية من الموروث الحلبي والأرمني والتركي والأورفلي مع لمسات حلبية “الجق ملبن، البستيق” المصنوعة يدوياً وبمواد طبيعية والفواكه المجففة وابتكار أصناف جديدة، وترى في المهرجان نافذة مهمة للتعريف بمنتجاتها وتسويقها، والتأكيد على أهمية دور المرأة في تأمين دخل لعائلتها من منزلها.
تصويرـ صهيب عمراية