تظاهرة ثقافية عربية.. فعاليات مهرجان الجواهري في بغداد

تشرين- بغداد- د.رحيم هادي الشمخي:
اكتسبت فعاليات مهرجان الجواهري الشعري الذي عقد في بغداد مؤخراً أهمية كبيرة جماهيريا وثقافياً، ولاسيما أن هذه الدورة قد حملت اسم الشاعر العراقي (حسب الشيخ جعفر).. فقد بدت متميزة على الصعد الثقافية والفكرية كلها، فالأدباء والكتّاب والمثقفون قد اهتموا بهكذا فعاليات، وقد رأوا أن الدورة الخامسة من مهرجان الجواهري السنوي لهذا العام هي لبثّ الفكر وتعريف الآخرين بالثراء الفكري في المشهد الثقافي العراقي والعربي، وتجسيد لرسوخ الفكرة القيمية للأمة العربية، لأنه وعي وولادة جديدة، وهو فرصة طيبة لمراجعة المشهد الشعري العربي ولتعريف العالم العربي بأهم ما حصده ووصل إليه الأديب والشاعر العربي في أعوامه الأخيرة، وحضور العدد الأكبر من الأدباء والمفكّرين العرب هو نجاح آخر يُضاف إلى الاهتمام بهذا المهرجان.
كما أن تنوّع أنشطة هذا المهرجان الثقافية كانت في مدخلات بعض الأدباء والشعراء العرب يحدوها الإبداع، وقد أثرتْ مداخلات الكتّاب عن تجاربهم الشخصية في الندوات التي عُقدت، وطاولات الحوار الجاد الذي كشف عن امتلاك المبدعين العرب بشكل عام والعراقيين بشكل خاص لناصية الكتابة الشعرية وشروط نجاحها فنياً، فضلاً عن قدرتها على التعبير عن هموم الفرد والمجتمع، وجرأتها في كسر التابوهات المفروضة على الكتابة وحرية التعبير، وحملها بوعي وشجاعة راية التنوير العربي.
ولابد أن نقول: إن هذا المهرجان لاقى اهتماماً ورواجاً واسعاً بين الأوساط المثقفة والعامة لتنوعه الثقافي وثرائه المعرفي، كونه يرسم اسم الشاعر الجواهري في ذهنية الفرد العربي ويصنع منه أيقونة مهمة تمثل تاريخ العراق الأدبي الكبير، فضلاً عن أهمية المهرجان في عملية جمع الأدباء في بقعة واحدة، مما يخلق حالة من التلاقي الفكري والأدبي يمكن أن تنتج مشاريع أدبية لاحقة.
ويمكن أن نصف انعقاد هذا المهرجان في بغداد هذه الأيام بأنه أكبر تظاهرة أدبية وثقافية عربية، بصوت عربي واحد، وبقصيدة عربية واحدة: أن لا تهاون مع العدوان الأمريكي- الصهيوني على غزة ولبنان وسورية، فنحن في جبهة المقاومة المتصدية لهذا العدوان، والجواهري الذي وقف منذ طفولته ضد الاحتلالات الأمريكية والصهيونية يأتي مهرجانه اليوم في بغداد اليوم إنما ليحقق رسوخ مبادئه في الذاكرة العربية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار