تميل في أعمالها نحو الواقعية المعاصرة.. الفنانة التشكيلية غادة حداد: لا يمكن أن تلقنَ الطفل الرسم ولكن عرّف له الفن بكل حبٍّ وبساطة
تشرين- حسيبة صالح:
غادة حداد فنانة تشكيلية سورية صاحبة الأعمال الفنية المتميزة والتي تعكس تجاربها الشخصية والفنية، تتميز أعمالها بالتعبيرية والتفاصيل الدقيقة، ما جعلها تتمتع بجاذبية فنية تستخدم تقنيات مبتكرة لتحقيق تأثيرات مميزة في أعمالها.
وفي حديث الفنانة التشكيلية غادة حداد لـ”تشرين” تقول: “كان لي شرف المشاركة في معرض (عين على الأرض )، والذي أقيم في صالة زوايا بدمشق، قدمت عملين عن القضية الفلسطينية التي ما زالت إلى اليوم قضية وجود وحقيقة لا يمكن لأحد أن يتجاهلها، حيث أقيم هذا المعرض لدعم الوافدين من لبنان والذين يعانون ظروفاً صعبة من تهجير ومعاناة بسبب الحرب التي ألمت بهم.
وعن أسلوبها الفني تبين حداد أنها تميل في كثير من أعمالها نحو الواقعية المعاصرة، ولكن هناك تجارب ومحاولات كثيرة في استخدام تقنيات مختلفة كالطباعة والكولاج، ولا تمانع في توظيف أي تقنية ممكنة تخدم العمل الفني بشكل عام.
وتضيف حداد: الفنان مثله مثل أي مواطن آخر لديه المعاناة نفسها الحياتية وربما لديه الهواجس نفسها المحيطة به، وهذا كافٍ ليتأثر بها جميعاً وليوجد لديه حافزاً قوياً للعمل والتعبير عما في داخله.
وتشير حداد إلى أنّ للفن أثراً كبيراً على المجتمع وتطوير الذائقة الفنية لدى المواطنين، من خلال حضور المعارض ومشاهدة الأعمال الفنية عن طريق الإنترنت والأهم الاهتمام بالفن في المناهج المدرسية، موضحة أنها تسعى دائماً لتطوير ذاتها، من خلال العمل الدؤوب والتعبير برسوماتها عما تشعر به وما يؤثر في داخلها من أمور حياتية ومشاهدات وأحداث تبقى في ذاكرتها وفي الكثير من الأوقات يكون هدفها توثيق ما نعيش كمرحلة حياتية نمر بها.
وفي السياق تشير حداد إلى (مرسمي )، وهو مرسم للأطفال واليافعين، واصفة إياه بالمكان الذي يتحول فيه الخيال إلى واقع جميل إنه المساحة التي يعبّر فيها الأطفال عن أنفسهم بحرية وإبداع هنا تتداخل الألوان والأفكار ليولد عالم من السحر والفن، “إنّ رؤية عيونهم تلمع بالفرح وهم يصنعون لوحاتهم الخاصة تملأ المكان بحيوية لا مثيل لها، وفي كل عام يقام معرض لـ(مرسمي)، لتعزيز الثقة بالنفس عند الأطفال واليافعين ليتضمن المعرض نتاج عمل سنة كاملة من رسومات وأعمال يدوية مختلفة لكل الفئات العمرية وكل المراحل ممن يتدرب في مرسمي خلال فترة الشتاء والصيف”.
أما عن الأدوات التي تفضل استخدامها مع الأطفال تجيب حداد: لا يمكن أن تلقن الطفل الرسم ولكن تعرّف له الفن بكل حب وبساطة وشغف ومن الممكن أن تكون قدوة له ومع الوقت يقتبس ويحب الفن ،في مرسمي نسمع الموسيقى مع الرسم هذا الدمج هو الجمال والفن، وأتبع أسلوب المكافأة والتشجيع لتحفيز الأطفال على حب الرسم والريشة والألوان، وأطمح أن يشعر كل طالب أن هذا المكان قريب منه ويشعر بخصوصية معينة تجاهه ومن هنا جاءت تسمية (مرسمي ) ليشعر كل طفل أن هذا المكان يخصه.
وتشير حداد إلى الدور الكبير للأهل، كما للثقافة دور أكبر في توجيه الأهل تسليط الضوء على المواهب عند أبنائهم وخصوصاً الرسم لأنه يساعد الطفل على أن يفكر بطريقة إيجابية وتوسيع مهاراته الإبداعية والفكرية.