إدانة عربية ودولية واسعة للحظر الإسرائيلي لعمل “أونروا” في الأراضي الفلسطينية المحتلة
أدانت الجامعة العربية بأشد العبارات حظر الاحتلال الإسرائيلي لعمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: “إن القرار يعادل حكماً مصادرة مستقبل ملايين الفلسطينيين، ويمثل الحلقة الأحدث في خطة متواصلة تباشرها “إسرائيل” منذ سنوات للقضاء على دور الوكالة، ومحاولة تدمير سمعتها الدولية وتجفيف مصادر تمويلها”.
ونقل المتحدث عن أبو الغيط قوله: إن القرار يمثل سابقة خطيرة على الصعيد الدولي، ذلك أن الكيان الإسرائيلي ليس هو من أنشأ الأونروا لكي يحظر عملها، وإنما تأسست بقرار أممي عام، وبالتالي فإن مسؤولية الإبقاء عليها تعود إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتساءل أبو الغيط مستنكراً: “إن كان المجتمع الدولي سيقبل بتمرير هذه السابقة، فماذا سيتبقى من الأمم المتحدة؟”، داعياً الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالتحديد إلى التصدي لهذا القرار الخطير.
وحذر أبو الغيط من أن العمل الإنساني في غزة سينهار كلياً إذا تم تغييب دور الأونروا أو حظر نشاطها.
بدوره اعتبر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني أن منع أنشطة الوكالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة يمثل تصعيداً تاريخياً غير مسبوق ويشكل سابقةً خطيرةً، ويعارض ميثاق الأمم المتحدة وينتهك التزامات “إسرائيل “بموجب القانون الدولي.
وأوضح لازاريني أن هذا الإجراء هو الأحدث في الحملة المستمرة لتشويه سمعة الأونروا، ونزع الشرعية عن دورها في تقديم المساعدات والخدمات التنموية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين وسيؤدي إلى تعميق معاناتهم، وخاصة في قطاع غزة الذي يعيش منذ أكثر من عام في جحيم مطلق، وسيحرم أكثر من 650 ألف طفل هناك من التعليم، ما يعرض جيلاً كاملاً من الأطفال للخطر.
من جهته حذر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس من أن حظر الأونروا سيؤدي إلى عواقب مدمرة، وقال: “تم إنشاء الأونروا من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وسيؤدي القرار الإسرائيلي الذي يمنعها من تنفيذ مهامها إلى عواقب مدمرة، إنه أمر غير مقبول ويتناقض مع التزامات وواجبات “إسرائيل”، ويهدد الأشخاص الذين تعتمد حياتهم وصحتهم على هذه المنظمة الدولية”.
كما أدانت إسبانيا والنرويج وإيرلندا وسلوفينيا في بيان مشترك الخطوة الإسرائيلية، معتبرة أنها سابقة خطيرة للغاية لعمل الأمم المتحدة ولجميع منظمات النظام المتعدد الأطراف.
وقالت الدول الأربع: إن الأونروا تتمتع بتفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعملها ضروري ولا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لملايين اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة وخاصة في السياق الحالي في غزة، مؤكدة أنها ستواصل العمل مع الدول المانحة والمضيفة لضمان استمرارية عمل الأونروا ودورها الإنساني.