اللغة لاتنام.. لكنها تحرس بوابة الأحلام.. للشاعر عامر الدبك

تشرين- أحمد محمود الباشا:‏

الشعر كان ومازال ديوان العرب، وأدبهم الذي كان علماً ونجماً لهم، صوّر واقعهم وحياتهم ‏وأخبارهم، وعلى الأخص الشعر الجاهلي ومعلقات شعرائه الخالدة التي سطرت وحفظت في ‏أدبياتهم المأثورة. ‏
وفي العصر الحديث ظهر شعر الحداثة أو الشعر الحديث وقد صدرت دواوين عديدة لشعراء ‏كبار انتهجوا وكتبوا وألّفوا القصائد الحديثة وصدرت لهم دواوين في قصائدهم تلك. ‏
وسنقف اليوم مع شاعر من شعراء الحداثة الذي صدرت له عدة دواوين شعرية، إضافة إلى أنه ‏كتب الرواية والقصة أيضاً، وكذلك له دراسات أدبية نقدية، وحصل على جوائز عديدة.‏
إنه الشاعر السوري عامر الدبك ابن حلب الشهباء، وهو عضو في جمعية العاديات بحلب، ‏وفي اتحاد كتٌاب الإنترنت، ونادي التمثيل العربي.‏
صدر للشاعر المذكور عدة دواوين شعرية منها: «قبل أن يطفح الياسمين- أوقفني في ‏الصمت- كلام بحجم الخيبة- عتبات».‏
أما أعماله الروائية والقصصية فمنها: «ألواح من ذاكرة النسيان- أبو زيد المبالي- الانكسار».‏
ونال عدة جوائز على الكثير من أعماله مثل: «القصيدة الحديثة بين الغنائية والغموض- دائرة ‏الثقافة والإعلام بالشارقة عام ٢٠٠٥، السيرة الذاتية في الخطاب الروائي من مؤسسة الوراق ‏بالأردن عام ٢٠١١، وجائزة المدينة المنورة التشجيعية لأناشيد الأطفال عام ٢٠٠٨، وصدى ‏الرواية بدبي عام ٢٠٠٣، وجائزة الأسبوع الأدبي للمقالة عام ١٩٩٦، وسعاد الصباح للقصة ‏القصيرة عام ١٩٩٤، وفرع دمشق في مسابقة المقالة عام ١٩٩٤».‏
وسنتطرق في وقفتنا هذه مع الشاعر عامر الدبك إلى أحد دواوينه بعنوان «عتبات» الذي تمّ ‏طبعه ونشره عام ٢٠١٥ بالشارقة.‏
عتبات يتضمن العديد من القصائد سنذكر منها عتبات اللغة وعتبات القصيدة وعتبات الشاعر.‏
‏- عتبات اللغة
سئلت اللغة متى كنت
قالت:‏
اسألوا الشاعر الذي أغوى القصيدة
اللغة كائن يمشي على أحرف
أحرف تمشي على معنى
ظل يستظل به الوجود ‏
اللغة القصيدة لم تنته
بعد من حلمها
اللغة لا تنام ‏
فحين ننام
تحرس بوابة الأحلام
قيل للقصيدة لماذا
لا تستقرين على حال
قالت لأن أمي الأسطورة ‏
وأبي الخيال
‏-أما في عتبات الشاعر التي تحدث فيها عن الشاعر وما يختلجه من هواجس وإيحاءات ‏وأطياف ألوان عندما يكتب قصيدته فقد قال:‏
سئل شاعر متى ولدت
قال: اسألوا
قصيدتي الأولى
فهي اعلم مني بي
يشير إلى اللغة ‏
فتخلع نعليها ‏
وتأتيه حافية
فيوحي لها بما تشاء
الشاعر كالمجنون ‏
لا يعرف أنه مجنون
والشاعر لا يعرف أنه شاعر ‏
إذا لمست خياله امرأة فاتنة
يرتجف حتى آخر حرف
تحت أصابعها الحانية
إذا ضل قال هي امرأة
ضللتني
وإن اهتدى
قال هي امرأة أرشدتني
الشاعر لا يكون
الشاعر يولد
كما يولد من مضغة العقل
الجنون
وهذا بعض من أعماله الشعرية الكثيرة، قصائد ديوانه الشعري «عتبات»، حيث عبّر فيها ‏الشاعر عما يكنّه في داخله عن الحرف والكلمة والمعنى، وما يمثله الشعر ونفحاته بالنسبة ‏إليه، الذي رآه جزءاً لا يتجزأ منه وملاصقاً له ولا ينفصل عنه.‏
وستكون لنا مع هذا الكاتب وقفة في موضوع آخر نتناول فيه عملاً من أعماله الروائية ‏والقصصية وما قدم فيها من موضوعات تحاكي الواقع والمجتمع.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار