سلتنا قدر ونجاحها قرار
لعنة الخيبات التي استوطنت مؤخراً في مناخات كرة السلة للأندية والمنتخبات الوطنية لا تزال جاثمة على الصدور, وتنتشر شظاياها مع كل استحقاق رياضي سلوي لتؤرق النفوس وتبعثر الجهود المبذولة في التدريب والاستعداد على قلتها…فهل هناك أمل بأن تغادرنا هذه اللعنات دون عودة أم إنه القدر الذي نساهم في تعزيز سلطته من خلال التخبط في الرؤى وفهم الواقع ما يسبب تشتت القراءة الصحيحة لمستقبل اللعبة عن قصد أو غير قصد? وبالتالي تعثر النهوض من جديد والمترافق مع الاجتهادات العنترية والتفنن بإلقاء عبارات اللوم والمسؤولية على الآخرين تهرباً من المسألة الوظيفية ….
فهل أمنياتنا بتعديل هذه الأوضاع الرياضية بكرة السلة بالاتجاه الإيجابي أصبح من المعجزات والمستحيلات ولا يمكن الخروج من متاهاتها ومجاهيلها حالياً وتحتاج إلى الكثير من الرقيات والتعاويذ و التدخل الفوري من السحرة والعرافين؟
طبعاً لا، فسوداوية الواقع الرياضي السلوي لا تعني أننا أصبحنا خارج المعادلة الرياضية بالكامل, ولكن للضرورة لابدّ من تشغيل الصافرات التحذرية وتوجيه البوصلة توجيهاً صحيحاً والاستعداد للدخول في معركة إثبات الذات للأندية والمنتخبات السلوية وبأن هناك عملاً يجب أن يفعل وجهداً لابدّ من تنشيطه وتحفيزه، وعليه فإن قرارنا بالنهوض والتقدم من جديد لهذه اللعبة يجب أن يكون حاسماً وقوياً ليشكل الرافعة المناسبة التي ستعلي من شأن هذه الرياضة لننسى معها تلك الترهلات والإخفاقات التي مرت على منتخباتنا الوطنية خلال النشاطات والفعاليات الماضية، الأمر الذي أخرج هذه اللعبة من دائرة التميز وساهم في تراجع و هبوط في مستوى الفرق وأدائها, ولاسيما أننا اليوم أمام استحقاق رياضي سلوي مهم وهو مشاركة المنتخب الوطني في النافذة الثانية من التصفيات الأسيوية المؤهلة للنهائيات يومي ٢٢و٢٥ أمام منتخبي البحرين و لبنان في شهر تشرين الثاني القادم وحظوظنا فيها متوفرة ، نتمنى الخير والنجاح للقائمين على رياضة كرة السلة ولاعبيها بكل فئاتها ونأمل أن يشكل هذا الواقع الحالي لرياضة السلة وذكرياته المخيبة فرصة للإقلاع و النهوض نحو الأفضل وليس عبئاً محطماً للطموح والأمنيات وذلك بالاعتماد على الجدية في التدريب وخلق الحوافز المادية والمعنوية للانطلاق وإعادة وهج النجاحات لهذه اللعبة واعتماد النظرة الشمولية والإستراتيجية والإيجابية في التخطيط والتدريب و دراسة الواقع موضوعياً و تسخير إيجابياته للنهوض بمستقبل هذه الرياضة وتطورها وصولاً إلى النجاحات و الإنجازات التي نتمناها و تثلج قلوب الجميع.