الجورجيون صوتوا بـ«لا» لأميركا.. الحزب الحاكم يفوز وجورجيا «لن تكون جبهة ثانية» ضد روسيا
تشرين:
وجهت جورجيا ضربة مزدوجة للولايات المتحدة الأميركية مع إظهار نتائج الانتخابات البرلمانية فوز الحزب الحاكم والمؤيد للعلاقات مع روسيا «الحلم الجورجي»، فيما أعلنت المعارضة عدم اعترافها بهذا الفوز كما كان متوقعاً.
ويأتي تجديد الجورجيون للحزب الحاكم، تأكيداً منهم على رفضهم الانضواء تحت العباءة الأميركية من جهة.. ومن جهة ثانية تأييدهم لروسيا في المواجهة مع الغرب، خصوصاً الولايات المتحدة التي تدعم النظام الأوكراني لتقويض الأمن الروسي وتهديده بصورة مباشرة. وهو ما اعتبره المراقبون ضربة مزدوجة لها.
وكان رئيس لجنة الانتخابات المركزية الجورجية غيورغي كالانداريشفيلي، أعلن مساء أمس السبت، أن «الحلم الجورجي» حصل على 52.99% من أصوات الناخبين، حسب نتائج فرز أكثر من 97% من الأصوات.
وتمكنت 4 أحزاب أخرى من تجاوز الحد الأدنى للوصول إلى البرلمان البالغ 5%، وهي التحالف من أجل التغيير (11.2%) والحركة الوطنية الموحدة (9.83%) وجورجيا القوية (9.02%) وحزب رئيس الوزراء الأسبق غيورغي غاخاريا /من أجل جورجيا (8.22%).
وأكد كالانداريشفيلي أن الانتخابات جرت في أجواء هادئة، وستكون نتائجها سارية المفعول، حيث بلغت نسبة التصويت أكثر من 58%.
وبهذه النتيجة سيتمكن «الحلم الجورجي» من تشكيل الحكومة بنفسه من دون الدخول في تحالفات مع أحزاب أخرى، فمن المتوقع أن يحصل على 90 أو 91 مقعداً في البرلمان، لكنه – من جانب آخر- لن يتمتع بالأغلبية الدستورية (113 مقعداً من أصل الـ 150).
وقال الأمين العام لحزب الحلم الجورجي، عمدة العاصمة الجورجية كاخا كالادزه: هذا الفوز كان ضرورياً بالنسبة لفريقنا، مضيفاً أن الجميع سيعمل من أجل حماية مصالح البلاد.
بالمقابل، أعلنت المعارضة عدم اعترافها بنتائج الانتخابات، وقالت تينا بوكوتشافا، زعيمة حزب الحركة الوطنية الموحدة المعارض، خلال مؤتمر صحفي، مساء أمس السبت: لن نعترف بنتائج الانتخابات المسروقة التي تم الاستيلاء عليها.
بدوره، صرح القيادي في الحزب ذاته، غيورغي فاشادزه، عن فوز المعارضة في الانتخابات البرلمانية. وقال: حققنا فوزاً في هذه الانتخابات، وجميع البيانات تدل على ذلك.
كذلك وصف حزب التحالف من أجل التغيير المعارض هذه النتائج بـ «الانقلاب الدستوري». وأعلنت القيادية في الحزب إيلينيه خوشتاريا أن الحزب سينظم احتجاجات مستمرة اعتباراً من اليوم الأحد.
من جانبه شكك الحزب المعارض الآخر، حزب جورجيا القوية بالنتائج، وقال القيادي في الحزب أليكو إليساشفيلي: هذه ليست النتائج الحقيقية. لقد أعلنوا النتائج التي يرغبون فيها. (في إشارة إلى الحزب الحاكم).
وكانت الاستخبارات الروسية أكدت في تقرير لها أمس أن واشنطن غير راضية بالمطلق عن الوضع في جورجيا، وعن انتخاباتها، مشيرة إلى أنها تعمل على إطلاق «ثورة ملونة» جديدة لضمان عملية إبعاد جورجيا عن روسيا.
ووفقاً للمعلومات، تعرض الاستخبارات الروسية المخطط الأميركي المبيت، حيث تجتمع المعارضة في ميدان تبليسي، في احتجاجات حاشدة، لنشر ما تسميه «أدلة التزوير» أثناء التصويت (بعد تجنيد ما تقول عنهم مراقبين لتسجيل الخروقات والتزوير في عملية التصويت) ثم الإعلان عن عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات والمطالبة بتغيير الحكومة، وسيتم استفزاز وكالات إنفاذ القانون لقمع الاحتجاجات بالقوة.
وفي الوقت ذاته، يعمل الأميركيون على خيارات الرد السياسي والاقتصادي «القاسي» على استخدام السلطات «المفرط» للقوة ضد «المدنيين».
لكن المراقبون يرون أن واشنطن لن تنجح هذه المرة (كما في عام 2003) حيث إن قوى المعارضة الجورجية ورغم كل الجهود الأميركية لتوحيدها، فهي تستمر مجزأة، والتحالفات بينها، أو التي تنشئها، هي تحالفات هشة للغاية.
وعلى هذه الخلفية، فإن حزب الحلم الجورجي الحاكم قادر على اكتساب مصداقية مقنعة بين السكان.. وتماماً – كما يخشون في الولايات المتحدة – فإن «الحالمين» سوف يتمتعون بحرية مطلقة في مواصلة مسارهم السيادي ورفض الانصياع للمطالب الغربية التي تتعارض مع المصالح الوطنية لجورجيا.
وفي حزيران الماضي، قال رئيس الوزراء الجورجي إيراكلي كوباخيدزه: إن أعضاء حزب الحركة الوطنية المتحدة الذي يتزعمه الرئيس السابق ميخائيل ساكاشفيلي يسعون جاهدين لجعل البلاد تتبع السيناريو الأوكراني.
وفي وقت سابق، أشار أيضاً إلى أنه إذا كانت هذه القوة السياسية في السلطة، فإن جورجيا ستكون متورطة في الصراع الحالي (حرب أوكرانيا) لأنهم «يريدون فتح جبهة ثانية ضد روسيا».