القمة /16/ لمجموعة «بريكس بلاس» ومعالم نظام عالمي جديد

انتهت قمة البريكس السادسة عشرة المنعقدة في (قازان الروسية)، ولمدة يومين 22- 24- /10/2024 وتحت شعار “تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين”، وبحضور دولها المؤسسة: البرازيل – روسيا – الصين – الهند – جنوب إفريقيا، إضافة إلى الدول الخمس المنضمة حديثاً: السعودية – إيران – الإمارات العربية المتحدة– مصر – إثيوبيا، وحضر ممثلون عن /24/ دولة، وتم تنظيم أكثر من /200/ فعالية سياسية واقتصادية واجتماعية و /20/ حدثاً على المستوى الوزاري، وأعربت /34/ دولة عن رغبتها في الانضمام إلى المجموعة.
تعقد القمة مترافقة مع توترات جيوسياسية كبيرة وحرب وعدوان صهيوني على دول المنطقة وإبادة عرقية في غزة ولبنان واختراق سيادة سورية، واستمرار الوجود العسكري الخارجي غير القانوني على أراضيها وعقوبات وحصار اقتصادي جائرين مخالفين للشرعية الدولية ومن طرف واحد ما أدى لزيادة معاناة الشعب السوري، وصدر البيان الختامي الذي دعا إلى وقف العدوان في غزة ولبنان ومواجهة الأطماع الغربية الناتوية، والعمل لإيصال دائم للمساعدات الإنسانية إلى غزة المنكوبة والاعتراف بالدولة الفلسطينية والدعم الكامل لها وعاصمتها القدس الشرقية وعلى قرار وأساس حل الدولتين وتطبيق القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، وعودة “إسرائيل” لحدود 4/6/1967، ورحب البيان أيضاً بما توصلت إليه محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل وترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط.
وتناول أمور وقضايا أخرى في غاية الأهمية مثل: تعزيز التعاون بين دول مجموعة البريكس – التوجه لإيجاد عملة موحدة للمجموعة بديلاً عن الدولار واليورو والابتعاد عن (الدولرة) والتخلص من الهيمنة الأمريكية بشكل تدريجي والتي ترسخت بعد الحرب العالمية الثانية في مؤتمر (برايتون وودز) سنة /1944/، علماً أن الاعتماد على الدولار تراجع من حوالي /80%/ في نهاية القرن الماضي إلى حدود /58%/ سنة /2023/ – تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والعلوم والرعاية الصحية والبيئة والثقافة والرياضة والتبادلات الشبابية والمجتمع المدني والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي ومكافحة المخدرات وإنهاء الخلافات الحدودية وخاصة بين الصين والهند وتفعيل العلاقة بين دول الجنوب العالمي في مجال الحوكمة العالمية لزيادة إدماجها في الدورة الاقتصادية العالمية –العلاقات المالية والاقتصادية العالمية – العقوبات والحصار الاقتصادي الغربي– تمويل المعاملات المالية بين الدول الأعضاء وإيجاد بديل عن منظومة سويفت الغربية وإقامة نظام عالمي جديد – اعتماد التوجه لزيادة الاحتياطيات من الذهب كما فعلت الصين سنة /2023 / بشراء كمية /102/ طن وروسيا أكثر من /31/ طناً، ما عزز الطلب العالمي على الذهب – اعتماد العملات الإلكترونية المشفرة وتقنية البلوك تشين– إنشاء وتأسيس مشاريع بنيوية بين الدول الأعضاء وعبر الحدود (بريكس كلير) وخاصة في مجال البنية التحتية – تطوير إجراءات التأمين وإعادة التأمين والتسويات المالية– تطوير وتعديل النظام الداخلي للمجموعة وخاصة حول مهام رئاسة المجموعة – اعتماد الحلول السلمية بين الدول المتصارعة عن طريق الحوار واعتماد ميثاق الأمم المتحدة بالوسائل الدبلوماسية– حماية ممثلي الأمم المتحدة وضمان سلامتهم بعد اعتداء إسرائيل عليهم في جنوب لبنان– مناقشة واقع التغير المناخي والاقتصاد المتكامل والتحديات الجيوسياسية وتفعيل عمل وسائل الإعلام على الساحة الدولية- تأسيس مركز بحثي (تريندز) في موسكو ليكون حلقة وصل بين روسيا وأوراسيا والشرق الأوسط ويضم عدة مراكز فكرية متخصصة..إلخ.

وأشار الرئيس بوتين إلى أن مجموعة بريكس للمرة الأولى استحوذت على /40%/ من قيمة الناتج المحلي العالمي بينما الدول السبع وهي: الولايات المتحدة، كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، والمملكة المتحدة، حوالي /30%/، وسيزداد التفاوت والفجوة بينهما مستقبلاً لأن دول البريكس تحقق معدل نمو اقتصادي بنسبة /4%/ وسطياً مقابل /2%/ للدول السبع، وهذا اضطر أمريكا لاعتماد سياسة تخفيض معدل الفائدة بهدف زيادة ضخ السيولة في السوق (سياسة التسيير النقدية)، وتجدر الإشارة إلى أن البريكس أنشأت صندوق تنمية خاصاً بها بقيمة /100/ مليار دولار ويمكن أن يكون بديلاً عن صندوق النقد والبنك الدولي الخاضعين للإملاءات الأمريكية ما يمهدّ لزيادة دور البريكس على الساحة الاقتصادية العالمية وخاصة أن أكثر من /50%/ من معدل النمو الاقتصادي العالمي يأتي من دول المجموعة والتبادل التجاري بين دول المجموعة يتزايد يوما وراء يوم، حيث تتجاوز صادراتها /26%/ من الصادرات العالمية ولا سيما من موارد الطاقة والمعادن والسلع المصنعة والأغذية والمعدات الهندسية والتقنية، فهل تكون سنة /2025/ سنة رسم معالم ومحددات النظام العالمي الجديد وإنهاء القطبية الأحادية، وهل نسرع الخطوات في سورية للانضمام إلى المجموعة والاتحاد الأوراسي ومنظمة شنغهاي نتمنى ذلك؟.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار