الحكمات واقع ملموس
إن اقتحام عروش التحكيم الرياضي من قبل نون النسوة أصبح أمراً طبيعياً و متاحاً للكثير من الحكمات و لأغلب الألعاب الرياضية و لم تعد هذه الميادين التحكيمية حكراً و ماركة مسجلة حصرية للحكام الرجال، هذا الأمر بدأنا نشاهده في بعض الألعاب على الساحة الرياضية السورية كلعبة كرة السلة للسيدات التي ظهر جلياً في الدوري العام الحالي لكرة سلة السيدات الذي تشارك فيه ثلاث حكمات ساحة من الدرجة الأولى و الثانية في المنافسات الجارية بين الفرق المشاركة في هذا الدوري…. نعم إنها المساواة الواقعية و المحقة في جانب مهم من جوانب المعادلة الرياضية الناجحة و هذا يعدّ مؤشراً إيجابياً و تطوراً لافتاً يحسب لهذه الرياضة النسوية و القائمين عليها من الاتحاد الرياضي العام و اتحاد السلة، و بالوقت نفسه هو دليل جديد على أن الطواقم التحكيمية لهذه الرياضة السلوية لم تعد حكراً على الرجال و إشاعة أن العنصر النسائي لا يملك تلك الإمكانات و القدرات التي تؤهله لضبط الساحة و فرض النظام و يخشى أيضاً هذه المسؤولية أو يتجنب اختباره فيها و الخوض في غمارها لكن الواقع أثبت غير ذلك و أن الحكمات المشاركات في هذا الدوري و الدوري السابق أثبتن حضوراً و سيطرة فعالة و متابعة جدية لمجريات اللقاءات و المباريات بشكل جيد و منطقي، نتمنى النجاح و التوفيق للحكمات المشاركات في هذا الدوري و نشد على أياديهن نحو الثبات و التميز و تطوير مستوياتهن الفنية نحو الرقي و النهوض بهذه اللعبة و الإحاطة بجميع قوانينها و أنظمتها الحديثة ليثبتن أنهن أهل و ثقة لهذه المسؤولية و ندٌّ شريف و متمكن للحكام الرجال، و نأمل أن تشكل هذه المشاركة حافزاً إيجابياً و قوياً للعنصر الأنثوي لبقية الألعاب لبذل الجهود الكبيرة و استثمار قدراتهن المميزة و تطويرها للوصول إلى المستويات التحكيمية الدولية و من ثم العالمية بألعابهن الرياضية و كذلك الاهتمام بالخطط المنهجية و العلمية الجادة و المستمرة في التحكيم لتحصينهن بالشهادات و الألقاب الرياضية و الخبرات و مثابرتهن لتحقيق طموحاتهن التي تخدم تقدم و تطور ألعابهن الرياضية.