من إعلام العدو.. “معاريف”: حزب الله لا يزال بعيداً عن “الهزيمة” و”إسرائيل” في معضلة خطيرة
تشرين – غسان محمد:
شكك الجنرال الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، اللواء يتسحاك بريك، بجدوى عمليات الاغتيال الإسرائيلية التي طالت عدداً من قادة حزب الله، والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، قائلاً، عبر صحيفة “معاريف”: إن الاغتيالات أشاعت موجة ابتهاج وفرح كبير في “إسرائيل”، لكن ما لا نفهمه هو خروج السياسيين من جميع الأحزاب، وكبار المعلقين العسكريين، والجنرالات المتقاعدين وغيرهم بضجة كبيرة وقالوا: لقد بدأ عصر جديد في الشرق الأوسط، وأن الجيش الإسرائيلي و”إسرائيل” أصبحا عاملاً مؤثراً وحاسماً في كل ما يجري في الشرق الأوسط..
وقال بريك: الحقيقة التي تجاهلها هؤلاء، هي أن حزب الله، رغم الضربات التي تلقاها، لا يزال بعيداً كل البعد عن الهزيمة. فقد استعاد توازنه في غضون أيام قليلة، ويواصل ضرب المستوطنات الشمالية، بل قام بتوسيع نطاقات قصفه الصاروخي إلى عكا وكريات ومستوطنات منطقة عناخ وصفد وحيفا وطبريا ومستوطنات السامرة وإلى قيساريا والخضيرة وكفار سابا وتل أبيب.
وفي غزة، ورغم اغنيال يحيى السنوار، لكن الجيش الإسرائيلي غير قادر على إسقاط المقاومة بشكل كامل، كما يقول نتنياهو مراراً وتكراراً، فالمقاومة لا تزال موجودة في مئات الكيلومترات من الأنفاق تحت الأرض، ولا يزال عناصرها يخرجون من الأنفاق ويطلقون الصواريخ على دباباتنا وناقلات الجنود المدرعة. وحتى بعد عام من الحرب، لا تزال المقاومة في غزة توقع العديد من القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وأضاف بريك: حتى بعد مشاعر الفرح التي ساورت الرأي العام في “إسرائيل”، الذي غذّته تقارير غير جديرة بالثقة من المستويات السياسية والعسكرية، فإننا لم نقترب بعد من انهيار المقاومة في غزة وانهيار حزب الله، بينما تستمر حرب الاستنزاف بكل قوة، وتتسبب في انهيار “إسرائيل” في كافة مجالات الحياة. لذلك، قبل أن نعرف إلى أين نحن ذاهبون من الآن فصاعداً، يجب أن نفهم بعض الحقائق التي تعلمنا الكثير عن حالنا في هذا الوقت.
1: “إسرائيل” تمر حالياً بمرحلة الانهيار الاقتصادي. وإذا استمر هذا الوضع، فقد تصل إلى مرحلة العجز، خلال فترة زمنية قصيرة، أي حالة الإفلاس.
2: بسبب الحرب الحالية على غزة، سنخسر دول العالم، التي بات الكثير منها يرى أن “إسرائيل”، تجاوزت الخطوط الحمراء، وارتكبت جرائم حرب, عدا عن وصمة العار الرهيبة التي تلصقها علينا محكمة لاهاي، بما سيؤدي إلى تحويلنا إلى “دولة” مجذومة.
3: أدت حرب الاستنزاف في غزة، إلى استقطاب رهيب في المجتمع الإسرائيلي. فهناك كراهية واضحة بين القطاعات، وانعدام تام للثقة، وحديث عن عصيان مدني، وانقسام الإسرائيليين بين “دولة إسرائيل” و”دولة يهوذا”، علاوة على تشغيل آلة السم، والانقسامات في المجتمع، التي تتسع إلى حدّ الخطر الذي لن يكون أمامنا طريق للعودة منه. وهذا الوضع وحده سيؤدي إلى انهيار “إسرائيل”.
4: الجيش الإسرائيلي، سوف يُنهك حتى النخاع. فجنود الاحتياط وصلوا إلى نهاية قدراتهم البدنية والعقلية. ومع مرور الوقت واستمرار حرب الاستنزاف، سيصوّت المزيد منهم بأقدامهم، ولن يكونوا مستعدين للتجنيد، وربما يرفضون تلبية أوامر الاستدعاء، أما الجنود النظاميون، فإنهم يعانون من الإرهاق في الحرب التي لا تنتهي، وإذا استمرت حرب الاستنزاف هذه، فقد نخسر الجيش البري.
كل هذا قبل أن نُدخل إيران إلى المعادلة. فالاختيار غير الصحيح لأهداف الهجوم في ايران، يمكن أن يؤدي إلى التصعيد، وفقدان السيطرة من قبل الجانبين، واندلاع حرب إقليمية شاملة، ستصل فيها الصواريخ إلى المراكز السكانية الإسرائيلية، ولن يكون الجيش الإسرائيلي قادراً على القتال في أكثر من جبهة. والحرب الإقليمية الشاملة، ستكون كارثية، يجب ألّا نقامر بمستقبل “إسرائيل”، وعلينا أن نأخذ في الحسبان الاحتمالات الأكثر سوءاً.
وخلص بريك إلى القول: من المؤسف أن بنيامين نتنياهو، ويوآف غالانت، وهرتسي هاليفي، يستطيعون اتخاذ قرارات خطيرة تشكل مقامرة بمستقبل “إسرائيل”، ويمكن أن تشعل الشرق الأوسط وربما العالم. فغطرستهم وعدم مسؤوليتهم واضحة في تصرفاتهم، ولا يمكن الوثوق أو الاعتماد على رجاحة تفكيرهم الذي تحركه المصالح الشخصية، لذلك، فإن التعاون بين كلّ الإسرائيليين، لاستبدال القيادة السياسية والعسكرية الحالية، هو وحده الكفيل بإخراجنا من هذه المعضلة العويصة. فاستبدال كبار الضباط سيسمح بالتوصل إلى اتفاق سياسي يسمح باستعادة الأسرى، ووقف الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي يقترب بالفعل من الحرب الأهلية، ووقف انهيار علاقات “إسرائيل” مع العالم، وأكثر من ذلك، يمكن أن ينقذ “إسرائيل” من الانهيار الكامل الذي يقترب كل يوم أكثر.