دروس وعبر تحاكي واقعنا الحالي.. في قصص قصيرة جداً لأمين الساطي

تشرين- أحمد محمود الباشا:
من جديد يتحفنا ويقدم لنا الكاتب أمين الساطي عملاً جديداً له من خلال مجموعة من قصصه ‏القصيرة جداً، وهو الذي كتب الرواية والقصة وتناولهما بأسلوب ممتع وشائق، وضمنهما ‏مواضيع مختلفة واتسمت هذه الأعمال باللاواقعية والخيال والأوهام.‏
والآن يقدم لنا أعمالاً جديدة هي مجموعة القصص القصيرة جداً التي سرد فيها مواضيع مختلفة ‏قريبة من الواقع والحياة الاجتماعية وما يعتريها من مشاق وصعاب وظروف معيشية ‏واقتصادية صعبة، وبعضها نعيشه في الحياة اليومية لعالمنا الحالي.‏
وبالوقوف عند بعض هذه القصص والتي كان منها على سبيل المثال «الحب القاتل» التي ‏جاء فيها، أن إحداهن تزوجت من رجل غني يكبرها بعشرين عاماً، وهددها بعدما تزوجها ‏بأنها إن خانته فسيقتلها ويسلّم نفسه للشرطة، وخانته وفعلت ذلك أكثر من مرة، وبعدها عادت ‏إلى رشدها وإلى جادة الصواب.‏
أما في قصة «حب إلى الأبد» فبطلها تقمص شخصية بطل فيلم وتوهم بأنه يحب الخادمة، ‏وعاش قصص حب عديدة كلها انتهت بالفشل، وبالنهاية زوّجته أمه من ابنة خالته على ‏الطريقة التقليدية.‏
وفي قصة «السقوط الحر» رأى أحدهم أنه يهوي من الطابق الرابع فالثالث فالثاني فالأول، ‏وعندما فتح عينيه وجد نفسه في فراشه.‏
أما في قصة «الحب من أول نظرة»، نظر إلى عينيها فأشاحت بنظرها عنه، فأيقن أنه الحب ‏من أول نظرة، فطلب منه أن ترقص معه، لكنه لم يشعر إلّا وزجاجة نبيذ تتحطم على رأسه، ‏فنصحوه أن يعتذر من زوجها لأنه ضابط مخابرات.‏
وبقصة «الفاجعة» فتحكي هذه القصة عن هذه الأيام البائسة السيئة التي نعيشها ونمر بها الآن، ‏فربما يخطر لأحد منا أن يدعو ربه ليقيم زلزالاً يدمر فيه أعداء الأمة ويريحها منهم، لكني ‏أعتقد لو أن الله استجاب لدعوة الزلزال فإنه سيحصل عندنا، لكي تصحو هذه الأمة من كبوتها.‏
إنّ هذه القصص القصيرة جداً التي ذكرنا الجزء اليسير منها، والتي لا تتعدى الواحدة منها ‏الصفحة الواحدة، لكنها ذات معنى ومغزى وفيها دروس وعبر للمجتمع بكل أطيافه، نستقيها ‏من الحياة التي نعيشها بظروفها الصعبة الخانقة وبمرها أكثر من حلوها، وعلى الأخص مما ‏نعانيه في بلدنا.‏
قدم الكاتب لنا فنون القصة في لون ونوع مميزين ولغة بسيطة سهلة جزلة وسلسة، يستوعبها ‏القارئ ويتفهمها ويتقبلها ولا يجد أي عناء أو مشكلة في استيعابها وفهمها وإسقاطها على ما ‏يجري ويحدث في حياتنا اليومية.‏
هناك الكثير من أعمال الكاتب أمين الساطي القصصية بفنونها وألوانها وتنوعها يثبت لنا من ‏خلالها أنه قاص وروائي مبدع ومميز وقادر على طرق كل صنوف الأدب القصصي ودخول ‏عالمه بأطيافه المختلفة، وقد حقق ما أراد من خلال نشره للعديد منها وطباعتها عدة مرات، كل ‏التحية والتقدير للكاتب أمين الساطي متمنين له دوام التوفيق والنجاح بأعمال جديدة قادمة.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار