إعداد الدليل الوطني لاستخدام التقنيات الحيوية في الطب والزراعة والغذاء
تشرين- أيمن فلحوط:
خلصت الورشة التي نظمتها الهيئة العامة للتقانة الحيوية لإعداد الدليل الوطني لاستخدام التقنيات الحيوية في الطب والزراعة والغذاء، ومقرها في حرم كلية الهندسة الزراعية بدمشق، إلى جملة من القضايا المهمة التي تعنى بأخلاقيات عمل الباحثين والمنتجين وبسلامة المنتج وحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، بمشاركة عدد من الباحثين والمتخصصين في مجال التقانات الحيوية، الذين مثلوا جامعات دمشق وتشرين والبعث، وهيئة الطاقة الذرية، والهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، بالإضافة لرؤساء الأقسام في الهيئة العامة للتقانة الحيوية.
المدير العام للهيئة: نتطلع لمشاركة أوسع من المؤسسات التعليمية والبحثية والجهات الخدمية لإعداد الدليل
وقدم المشاركون خلاصة تجاربهم ورؤية كل منهم حسب عمله باتجاه العنوان الرئيس المتعلق بإعداد الدليل، وأشار الباحثون إلى أهمية الورشة في هذا الوقت، وضرورة المشاركة الأوسع لتشمل العديد من الأطراف المرتبطة في هذا الشأن.
محاور الورشة ركزت على أخلاقيات مخابر التقانات الحيوية الطبية والحيوانية، وأخلاقيات التقانات الحيوية الغذائية، وأخلاقيات التحوير الوراثي للنباتات، وأخلاقيات التقانات الصيدلانية والمناعية والجزيئية، وأخلاقيات مخابر التنوع الحيوي، وأخلاقيات التقانات الحيوية للنباتات الطبية، وأخلاقيات تقانات التخمير.
جملة من النقاشات
الدكتور نزار عيسى مدير عام الهيئة العامة للتقانة الحيوية، بيّن في حديثه لـ”تشرين” أن الورشة تضمنت جملة من النقاشات والمداخلات من الزملاء في الهيئات البحثية والتعليمية، أغنت المشروع المعني بمناقشة الدليل الوطني لأخلاقيات التقنيات الحيوية بالطب والزراعة والغذاء، وليكون هذا الدليل شاملاً نتطلع لمشاركة أوسع من للمؤسسات التعليمية والبحثية والجهات الخدمية، كوزارات الأوقاف والبيئة والإدارة المحلية والهيئة العليا للبحث العلمي.
التركيز على أخلاقيات عمل الباحثين والمنتجين وسلامة المنتج وحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة
كما ينبغي التفريق ما بين مسألتين أخلاقيات التقنيات الحيوية كعمل بحثي، وأخلاقيات التقنيات الحيوية في الوصول إلى منتج.
وهناك توصيات تتعلق بالرفق بالحيوان، وكيفية التعامل معه، أيضاً كانت هناك توصية مهمة حول المنتجات المشتقة من الحشرات أو تلك المشتقة من الحيوانات، هل هي آمنة لاستخدامها في الغذاء البشري، أم لا؟ وهل هي آمنة للاستخدام الدوائي أم لا؟ وخاصة أنه ليس لدينا على المستوى الوطني أي تشريعات بهذا الخصوص، ومن هنا تبرز أهمية تسليط الضوء على هذه المسائل مجتمعة، بغية إيضاحها واستخدامها مستقبلاً، وفي حال تم استخدامها، التركيز على السلامة في عملية الاستخدام والأمان، من وصول هذه المنتجات إلى المستهلك النهائي، وهو الإنسان السوري على وجه التحديد.
أما ما يتعلق بسؤالكم حول عملية إقناع الناس بمثل هذه الاستخدامات فيمكنني القول: بالطرائق العلمية والأساليب العلمية الحديثة يمكننا إقناع أي طرف بصحة ما نتوصل إليه، فعلى سبيل المثال الطيور تتغذى على الحشرات، ونحن نتغذى على هذه الطيور، وتالياً بالحكمة وبالمنطق يمكن استخدام هذه الحشرات، إضافة لذلك هناك مواد كثيرة نستخدمها بشكل طبيعي وبشكل تلقائي، مثل الخل بأنواعه وهو نتيجة بكتيريا معينة تنتج هذا الخل، فأين الضير من استخدام هذه البكتيريا أو جزء منها في علاج مرض معين. ومثال آخر هناك مادة اسمها الكيتوزان وهي مادة طبية يتم استخراجها من الأصداف البحرية من القشريات والقواقع، لكنها في الوقت ذاته يمكن الحصول عليها من يرقات الذباب، ما يدعونا للتساؤل عن أسباب عدم استخدامها، فهل يعود ذلك لأن الذباب غير مستهلك؟ فلا يمكننا استخدامها، علماً أن هذه المادة يمكن الحصول عليها من يرقاته، وبالتالي هي آمنة كما نحصل عليها من القشريات، وبالحجة والمنطق العلمي يمكننا إقناع الآخرين بأن هذه المنتجات آمنة وسليمة.
وتطرق الدكتور عيسى إلى مسألة خطيرة يجب الوقوف عندها طويلاً، وهي دخول منتجات غذائية ودوائية وزراعية بشكل أو بآخر إلى البلاد بعيدة كل البعد عن معايير السلامة العامة نتيجة افتقارها للمعايير الأخلاقية التي تحكم وصولها إلى الأراضي السورية، مطالباً بأهمية مراقبة ذلك صحياً نظراً لتأثيراته السمية على الإنسان.
من جهتها أوضحت رئيسة قسم مخبر التقانات الحيوية الصيدلانية والجزيئية في الهيئة العامة للتقانة الحيوية الدكتورة لينا الأمير إلى ضرورة تنبيه العاملين في المخابر لعدم التعرض للمواد الخطرة، التي يقومون بالتعامل معها ضمن المخابر، نظراً لخطورتها التي قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطانات أو التسمم.
وشددت على ضرورة التخلص من تلك المواد الخطرة بطريقة آمنة، لا تسبب أي ضرر للبيئة من خلال حاويات خاصة، والعمل على إتلافها بالطرق السليمة والآمنة.
وتحدثت عن قيامهم بالعمل على الحمض النووي DNA”” أي المادة الوراثية للخلية والبروتينات، وطرق استخدامها في العلاجات وضرورة أن تكون المادة الناتجة نقية مئة بالمئة، كي لا تتعرض حياة المريض للخطر.