“الترجمة والمثاقفة”.. كيف تتواصل الثقافات العالمية؟

حنان علي

موضوع ملح وإشكالي، يضيء على جوانب هامة من أساليب التواصل بين الثقافات العالمية، كان محور الندوة الوطنية للترجمة التي أقامتها الهيئة العامة السورية للكتاب بالتعاون مع المعهد العالي للترجمة بجامعة دمشق ومجمع اللغة العربية واتحاد الكتاب العرب واتحاد الناشرين السوريين.
خمسة عشر بحثاً قدمته نخبة هامة من المترجمين السوريين، قدموا خلال رؤيا معمقة في نقل المعارف والعلوم من وإلى اللغة العربية، وهو نشاط سنوي تحرص وزارة الثقافة على إقامته من أجل مواكبة الثقافات العالمية وإيصال جماليات وإنجازات العربية إلى مختلف أنحاء العالم.
في بداية الفعاليات، قرأت المترجمة آلاء أبو زرار رسالة المترجمين السوريين للمشاركين في الندوة، أكدت فيها أهمية هذا المشروع الوطني الكبير والهام، كما تحدث المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب الدكتور نايف الياسين عن موضوع المثاقفة في العلوم وأهمها علم النفس والاجتماع، مؤكداً أن ما يهمنا من الترجمة هو فعل المثاقفة والتبادل بين اللغات وثقافات العالم.
الجلسة الأولى أدارها الدكتور فؤاد الخوري، وناقشت قضايا الترجمة، حيث استعرض الدكتور غسان السيد في محوره الترجمة وتاريخ الأديان كما تحدث الباحث محمد نجدة شهيد عن هيمنة اللغة الإنكليزية وأثرها في المثاقفة. أما الباحث مهند محاسنة فتناول الترجمة الأدبية باعتبارها رسولة الثقافة والوجدان. وتناول حسام الدين خضور تأثير الترجمة في المثاقفة، واتخذ الأندلس مثالاً، أما المترجمة عبير حمود فناقشت عنوان الترجمة وتأثيرها في الرأي العام.
فعاليات اليوم الثاني وهو الختام، كانت من العيار الثقيل أيضاً، وقد فتحت الباب أمام أسئلة الترجمة والمثاقفة، فناقشت دور الترجمة والمثاقفة في تطور المسرح العربي، ودرر شرقية على ألسنة غربية، وأثر الترجمة في صناعة الرأي العام، واللغة الإنكليزية بوصفها لغة عالمية وأثرها في المثاقفة.
أدار الجلسة الأولى الدكتور وائل بركات؛ وشارك فيها الدكتور باسل المسالمة، الذي تناول دور جامعة دمشق في تأهيل المترجمين، وإعداد الطلاب لتمكينهم من دخول سوق العمل بتطوير مهاراتهم، بدوره استعرض الدكتور فؤاد خوري مسيرة المعهد العالي للترجمة، والترجمة الفورية في خدمة المهنة والمجتمع. أما الدكتورة زبيدة القاضي فقدمت ورقة عمل عرضت خلالها مقومات الترجمة، ومعوقاتها، ومن ضمنها العلاقة مع الناشر.
عدنان عزوز تناول الصعوبات التي تعترض تدريس الترجمة في الجامعات الخاصة، ومنها ضعف الطلاب في اللغة العربية، إضافة إلى أهمية وجود نصوص تتناسب مع المستوى اللغوي للطلاب، والتدرج في صعوبة هذه النصوص وفقاً لتدرج مستواهم في الترجمة،
الجلسة الثانية أدارها الدكتور فؤاد خوري. وتحدثت فيها الدكتورة ميسون علي عن ترجمة المسرح في سورية وأهمية ترجمة المسرح لما له من دور في نقل ثقافة الشعوب، ومعرفة الآخر، كما تناول الدكتور أحمد شعبان في ورقته أهمية مواكبة التطور الرقمي، أما المترجمة آلاء أبو زرار فتحدثت عن تجربتها الشخصية في الترجمة، وحاولت من خلال ذلك أن تكون هذه التجربة مرآة تعكس واقع الترجمة.
اليوم العالمي للترجمة مناسبة يحتفل بها في الثلاثين من أيلول من كل عام في عيد القديس جيروم مترجم الكتاب المقدس، أطلقها لأول مرة الاتحاد الدولي للمترجمين عام 1991 لإظهار تعاضد المترجمين في جميع أنحاء العالم، ولتعزيز مهنة الترجمة دولياً، وعرض مزاياها التي تزداد أهميتها مع تذكير القراء بالأعمال المهمة التي يقوم بها المترجمون.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار