إمبراطورية الإعلام التي يملكها مردوك ودورها في الحرب النفسية على غزة والإبادة ‏الجماعية للفلسطينيين

تشرين:
في عالمنا اليوم يُعد الإعلام إحدى أقوى الأدوات في بلورة الرأي العام والتأثير في السياسات ‏العالمية، ومن بين الشخصيات التي تستخدم هذه الأداة بفاعلية لخدمة مصالحها الخاصة، يبرز ‏روبرت مردوك، مالك واحدة من أكبر إمبراطوريات الإعلام في العالم، الذي وبشكل مستمر يستغل وسائل الإعلام التي يملكها لدعم سياسات الكيان الصهيوني والترويج لحروبه العدوانية ‏ضد الدول المجاورة، لا سيما الشعب الفلسطيني وحربه المستعرة حالياً في غزة.‏

علاقته بالكيان الصهيوني
روبرت مردوك، المولود في أستراليا، هو أحد أغنى الشخصيات وأكثرها نفوذاً في صناعة ‏الإعلام العالمية، تربطه علاقات وثيقة مع النخب السياسية والعسكرية في «إسرائيل»، وهذه ‏العلاقات تتجاوز السياسة إلى مجالات الاقتصاد والتجارة، مردوك يستغل نفوذه الإعلامي ‏لتعزيز موقف «إسرائيل» على الساحة الدولية، وفي الحروب المختلفة، خاصة حرب غزة، ‏حيث يجعل الأجندة الصهيونية على رأس أولويات وسائله الإعلامية.‏

إعلام مردوك كسلاح في الحرب النفسية
يملك مردوك أكثر من 100 صحيفة وعشرات القنوات التلفزيونية المؤثرة في كل أنحاء ‏العالم، هذه الوسائل الإعلامية، التي يعد بعضها من أشهر وسائل الإعلام العالمية، تقدم في ‏أثناء الحروب الإسرائيلية، خاصة في غزة، سرداً منحازاً يبرر هذه الحروب، وفي حين تعد أ‏غلبية الدول والمؤسسات الدولية حرب غزة إبادة جماعية، تقوم وسائل إعلام مردوك ليس ‏بالتقليل من حجم هذه الجرائم فقط، بل تبرير الأعمال العسكرية الإسرائيلية.‏
وتستخدم هذه الوسائل الإعلامية تكتيكات نفسية مثل إخفاء الحقائق، وتجاهل الكوارث الإنسانية، ‏وتضخيم التهديدات المزعومة ضد «إسرائيل»، ما يحرف الرأي العام الغربي لمصلحة هذا ‏الكيان، إذ تسعى هذه الوسائل إلى تصوير الفلسطينيين كتهديد كبير و«إسرائيل» ضحية تدافع ‏عن نفسها.‏

أهمية مواجهة هذه الحرب النفسية
اليوم، أصبح العالم أكثر وعياً بالدور الذي تلعبه وسائل الإعلام المملوكة للصهاينة في تعزيز ‏سياسات «إسرائيل» الحربية، فالحرب النفسية التي يقودها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين ‏نتنياهو وحلفاؤه عبر هذه الوسائل هي الركيزة الأساسية لقدرة هذا الكيان على تبرير الإبادة ‏الجماعية لشعب غزة، وإذا تم نزع هذه الأداة من أيديهم فمن دون شك سيتم تقويض إحدى أهم أدوات ‏استمرار العدوان الإسرائيلي.‏

العقوبات المستهدفة.. بداية الطريق لمواجهة مردوك وحلفائه
في ظل هذه الظروف، يُعد فرض عقوبات دولية على مردوك وإمبراطوريته الإعلامية خطوة ‏أساسية في مواجهة هذه القوة الإعلامية والحرب النفسية الشاملة، فالعقوبات التي تُفرض نتيجة ‏مشاركته الواضحة في ترويج الإبادة الجماعية وانتهاكات حقوق الإنسان، يمكن أن تكون ‏رسالة واضحة لكل من يستخدم الإعلام لدعم الحروب اللاإنسانية.‏
ويجب على العالم ألا يبقى غير مبالٍ بحقيقة أن الإعلام أصبح أداة لقتل الرأي العام، من خلال ‏فرض العقوبات وتقييد نشاطات وسائل الإعلام المرتبطة بمردوك، حيث يمكن أن نأمل في وقف ‏جزء من الحرب النفسية ضد الشعب المظلوم في غزة، وإيصال الحقيقة إلى العالم.‏
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يجب أن يكون العالم على وعي بالدور الذي تلعبه وسائل ‏الإعلام المرتبطة بالصهاينة في استمرار الحروب والاضطهادات، والقضاء على هذه الأسلحة ‏النفسية يمكن أن يلعب دوراً أساسياً في تقليل التوترات ومنع استمرار جرائم «إسرائيل»، والعقوبات التي تستهدف أولئك الذين يشاركون في ترويج هذه الجرائم

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار