وفاة حالتين من أصل ٢١ حالة مصابة بالليشمانيا الحشوية في درعا.. وخطة لمنع انتشار الداء
درعا – وليد الزعبي:
لوحظ منذ بداية العام الجاري ظهور إصابات بداء الليشمانيا الحشوية ضمن عدة بلدات في الريف الشمالي من محافظة درعا، وعلى ما يبدو أن جهل الناس وحتى بعض الأطباء بهذا الداء والتأخر بتشخيصه وعلاجه أدّيا إلى تطور بعض الحالات المصابة إلى مستوى الليشمانيا الحشوية وحدوث وفيات، فيما بدأت الجهات الصحية والمعنية الأخرى بتكثيف متابعة واقع الإصابات ووضع خطة عمل للحد من انتشار الداء.
وأوضح رئيس شعبة الأمراض السارية والمعدية في مديرية صحة درعا الدكتور نايل الزعبي أن الارتفاع في عدد الإصابات بالليشمانيا الحشوية ليس في محافظة درعا فقط، وإنما لوحظ في مختلف المحافظات الأخرى، وذلك منذ بداية العام الجاري، لكن ٦٠٪ من الحالات تركزت في درعا، وكان توزعها الجغرافي ضمن الريف الشمالي والشرقي، ولا سيما بلدات كفر شمس والحارة والحراك ومنطقة اللجاة وقريتي مسيكة وعاسم، حيث بلغ عدد الحالات المصابة بالليشمانيا الحشوية والمثبتة مخبرياً ٢١ حالة، وكانت ٣ حالات ضمن عائلة واحدة ببلدة كفر شمس، وقد حدثت حالتا وفاة نتيجة التأخر بالتشخيص والمعالجة، وأغلب الحالات عولجت في مشفى الأطفال في دمشق.
وذكر د. الزعبي أن الداء له شكلان، الأول ليشمانيا جلدية (حبة حلب) والثاني ليشمانيا حشوية، والعامل المسبب هو طفيلي من فئة السوطيات، وتعد الحيوانات اللاحمة ( كلاب شاردة وجرذان) الخازن للطفيلي الذي ينمو في أجسادها، وتقوم ذبابة الرمل بنقل الطفيلي للإنسان بعد لدغها للحيوان والإنسان.
وبيّن أنه جرى تقصّي الحالات من فريق متخصص بمديرية صحة درعا مطلع شهر آب الفائت، ثم عقد المجلس الصحي الفرعي، بناءً على طلب من مديرية صحة درعا، اجتماعاً موسعاً مؤخراً، ضم كل الجهات ذات العلاقة، وجرت خلاله مناقشة الواقع الصحي في المحافظة، وخصوصاً واقع الإصابات بالليشمانيا، وتم وضع خطة للمكافحة مع توزيع المهام بين الجهات المعنية، لكون انتشار المرض متعلقاً بشكل أساسي بخلل بيئي، وحيث إن الصحة هي مسؤولية الجميع، فلا بد من تضافر الجهود للمشاركة في خطة المكافحة ومنع انتشار المرض بإصحاح البيئة.
تجدر الإشارة -وفقاً لرئيس الدائرة- إلى أن أدوية معالجة الحالات متوفرة في مركز معالجة الليشمانيا في مجمع العيادات الشاملة بمدينة درعا وتقدم مجاناً.
الدكتور أكرم الخيرات رئيس نقابة الأطباء في درعا، أشار إلى أنه جرى التعميم للأطباء على مستوى المحافظة لاطلاعهم على أهمية العمل القائم بالتعاون والتنسيق مع مديرية صحة درعا ومن خلال المجلس الصحي الفرعي للمحافظة بهدف الحدّ من انتشار عدوى الليشمانيا الحشوية، التي تم توثيق عدد محدود من الحالات المصابة بها في بعض المناطق وحالتي وفاة، علماً أنه ومن خلال اجتماع المجلس الصحي الفرعي تم وضع خطة للتعاون والتنسيق بين كل الجهات المعنية للحدّ من انتشار الوباء.
ولفت إلى التأكيد على الأطباء للتوعية الصحية المجتمعية في محيط عملهم، والإبلاغ عن الحالات المشكوك فيها وتحويلها إلى مركز الليشمانيا في درعا، علماً أن المرض ينتقل عن طريق اللدغ بأنثى بعوضة ذبابة الرمل التي تكون حاملة لهذا الطفيلي، وتعد وسيطاً لنقل المرض إلى الإنسان، وينبغي التركيز على أعراض هذا المرض، خاصة أمام كل حالة ترفع حروري مع ضخامات حشوية ونقص عناصر الدم الثلاثة ونقص الوزن والشهية، وعدم التساهل معها، وإرسال أي مريض مشتبه بإصابته بهذا الداء إلى المراكز المختصة (مركز الليشمانيا) لاستكمال الدراسة والتشخيص والبدء بالعلاج بأسرع وقت ممكن، لأن احتمال حدوث الوفيات للحالات غير المعالجة قد يصل إلى نسب عالية.