هل استفحلت واستعصت مشكلة النقل بين المحافظات والمحافظة الواحدة؟!
تشرين – محمد فرحة:
سؤال واحد لا سؤالين يطرحه المواطن اليوم بعدما طغى على كل الحوائج واللوازم، مؤداه: هل استعصى حل مشكلة النقل بين المحافظات والمحافظة الواحدة وريفها؟، وهل المشكلة فعلاً في قلة الواردات من المشتقات النفطية؟
إن كان جواب المعنيين بنعم، فهذا مردود عليه، فالكل يدرك ويعلم أن المشكلة أولاً وأخيراً في سوء التقنيات وعدم إيصال كل وسيلة نقل مخصصاتها.
هذا أولاً، ثانياً لم نشعر بأزمة نقل يوم كانت مخصصات المحافظات متدنية وقليلة جداً، بل على العكس كانت وسائط النقل في أبهى حالة لها، وسنقدم مثالاً على صحة ذلك، فقد كانت مخصصات محافظة حماة قبل تصاعد أزمة النقل هذه، أي قبل ثلاثة أشهر تقريباً، لا تتعدى التسعة طلبات من المازوت يومياً، ومع ذلك كان التنقل بين المحافظات من “حماة” تحديداً في أجمل صوره وأفضل خدماته، وكانت مخصصات وسائط النقل تصل تباعاً بعد كل يوم عمل لهذه الآليات، من دون اقتطاع أي ليتر منها.
فكيف وهي اليوم أكثر من ستة عشر طلباً تحدث أزمة نقل، ونرى المواطنين في كراجلات الانطلاق وعلى مفارق الطرق تغصّ بهم أطفالاً وشباباً ونساء وعجزة ومرضى؟!
مدير “سادكوب حماة” عباس غضة اختصر كل القضية ببضع كلمات، بأن المشكلة فنية بحتة تتعلق بتكامل، ونحن نتواصل يومياً مع تكامل لحل هذا الإشكال الفني.
عدد من المواطنين في كراج انطلاق حماة والمتوجهين إلى حمص وحلب والساحل تساءلوا: لماذا يحدث هذا؟ نحن طلاب جامعات ومضطرون للذهاب إلى جامعاتنا في هذه المحافظات. وتساءل الطالب محمد ابراهيم: هل نترك جامعاتنا ؟ ومازال العام الدراسي الجامعي في بدايته؟
مجموعة من السائقين يشكون، وأدلى بعضهم بدلوه بأن المشكلة تتعلق في عمل تكامل، فليس من الإنصاف أن تكون مخصصات السيارة ٤٠ ليتراً في اليوم على عدد النقلات مثلاً ونفاجأ عند فتح البطاقة بأنها ٧ أو ٨ ليترات، فهل هناك من يعمل بـ”بلاش”؟
عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل أمين أسعد عبد الله ذكر في أكثر من مرة لـ”تشرين”، أن هذه المشكلة ليس لأحد من المعنيين في المحافظة شأن بها، أي إشكالية عدم إيصال مخصصات كل سرفيس من المحروقات، وهذه هي مشكلة حقيقية.
وزاد على ذلك بأن المعنيين في المحافظة يقومون بالتواصل يومياً مع القائمين على (تكامل) من أجل ذلك.
رئيسا هيئة خط حمص مصياف محمد قاسم وعلي حداد بيّنا أنهما يلزمان السائقين بالعمل كي لا “يقطعوا” الركاب وخاصة الطلبة منهم. وأضافا: لكن هذا له حدود فنادراً ما يستلم سائق سرفيس مخصصاته كاملة.
عناصر الشرطة في كراج انطلاق مصياف أكدوا لـ”تشرين” أن العديد من السائقين يلبون ما نطلبه منهم دائماً لدرجة أنهم يذهبون لإحضار ركاب أو إيصالهم إلى أماكن توجههم، رغم قناعتهم بعدم استلام المخصصات المحددة لهم من المازوت، لكن السؤال إلى متى نبقى نطلب منهم ذلك؟
خلاصة الحديث: أزمة النقل تتفاعل وتتصاعد، وما يعانيه المواطن يومياً هو حالة من التقهقر والانتظار بحثاً عن وسيلة نقل. والمشكلة ليست في قلة المحروقات، وإنما في سوء تدبيرها وإيصالها لمستحقيها وفقاً لمعايير الـ” جي بي إس”.