علماء يطورون تقنية تمكنهم من التنبؤ بدقة أكبر بموعد حدوث البركان

تشرين:
تقنية تصوير ذكية جديدة ابتكرها العلماء وتسمح لهم بالنظر داخل البراكين العملاقة ‏وبمستويات غير مسبوقة من التفاصيل والعمق، ما يعني القدرة على التنبؤ بدقة أكبر بموعد ‏حدوث ثوران، ما قد ينقذ عدداً كبيراً من الأرواح في بعض أجزاء العالم.‏
واستعار الفريق، من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي «‏CNRS‏» ومعهد باريس ‏للفيزياء الكوكبية «‏IPGP‏»، بعض الأفكار من التصوير الطبي والمجاهر الضوئية للتوصل ‏إلى تقنيتهم الجديدة.‏
وتعتمد الطريقة الجديدة التي نُشرت تفاصيلها في مجلة «‏Communications Earth & ‎Environment‏» على نشر شبكة من أجهزة الاستشعار المعروفة باسم «الجيوفونات»، أو ‏السماعات الأرضية، التي تلتقط، ليس فقط الاهتزازات القوية للزلازل، ولكن أيضاً الضوضاء ‏الزلزالية الناجمة عن الرياح والمحيط والنشاط البشري.‏
ويعقب العلماء بالقول: إن التقنية التي طوروها هي نسخة جديدة لتقنية موجودة تُعرف باسم ‏التصوير المصفوفي، التي تساعد في التغلب على بعض الصعوبات المرتبطة برسم خرائط ‏البراكين، مثل عدم وجود العديد من أجهزة الاستشعار (الجيوفونات) لتسجيل الموجات ‏الزلزالية التي تتردد عبر الأرض، حسبما ذكر موقع ” ساينس ألرت”‏
ومع انتقال هذه الموجات، يمكن تفسيرها لتفسير الأنواع المختلفة من المواد والتخطيطات في ‏قشرة الأرض. وبمساعدة التصوير المصفوفي يجب أن يصبح هذا التفسير أسهل بكثير.‏
وكتب العلماء في الورقة البحثية: إن الانفجارات البركانية تتطلب مراقبة دقيقة لضغط ‏الصهارة والتضخم لتحسين التنبؤ، وأضافوا: إن فهم تخزين الصهارة العميق أمر بالغ الأهمية ‏لتقييم المخاطر، إلا أن تصوير هذه الأنظمة أمر صعب.‏
وبالنسبة لموضوع الاختبار، اختار الباحثون بركان “لا سوفريير” في غوادلوب، في منطقة ‏البحر الكاريبي. ووصف الفريق التغطية التي توفرها شبكة الجيوفونات المستخدمة في هذا ‏الموقع على وجه الخصوص بأنها “متناثرة”.‏
وأشار العلماء إلى أن التقنية المبتكرة الجديدة تجمع بين البيانات من الجيوفونات المتعددة ‏لمعرفة التفاصيل التي لا يمكن للجيوفونات الفردية التقاطها بمفردها.‏
ويقول الفريق: إنه باستخدام ارتباطات الموجات المقاومة للاضطراب، نجحت تقنية التصوير ‏المصفوفي في فك رموز تشوهات الموجات، وكشف البنية الداخلية لبركان لا سوفريير حتى ‏عمق 10 كيلومترات (6.2 ميل) بدقة 100 متر (328 قدماً).‏
وتشمل الاكتشافات التي توصلت إليها هذه الدراسة على وجه الخصوص وجود طبقات معقدة ‏متعددة من تخزين الصهارة تحت الأرض، والطريقة التي ترتبط بها هذه الطبقات بميزات ‏جيولوجية أخرى عميقة.‏
وبالطبع، يشير العلماء إلى أن كل هذه البيانات الإضافية تعني فهماً أفضل لما يحدث داخل ‏البركان، ما يعني القدرة على التنبؤ بدقة أكبر بموعد حدوث ثوران، ما قد ينقذ عدداً كبيراً من ‏الأرواح في بعض أجزاء العالم.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار