الحرب على غزة بعد سنة تؤكد فشل العدالة الدولية والإعلاميون شهود على غياب احترام القوانين الدولية الإنسانية
دمشق- رصد:
كشفت الحرب على غزة ولبنان الكثير من الحقائق التي كانت مثيرة للجدل وعلى رأسها فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوقوفه وكأنه مشلولًا وغير قادر على مواجهة “حكومة نتنياهو” التي تعمل دون خوف من المساءلة، وتتمتع بالإفلات من العقاب. فعندما ينقشع غبار الحرب، سيُنظر إلى المجتمع الدولي – إذا بقيت هناك “مجتمعات دولية” بهذا الشكل المنقسم – على أنه أخفق في تحمل مسؤولياته. ويجب أن يتخذ خطوات حاسمة الآن قبل أن يصبح الوضع أكثر تدهورًا. وإذا قامت العدالة الدولية بواجبها، فلابد أن يُحاسب زعماء إسرائيل على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي مارسوها، يجب إلا يُستثنى من المساءلة كل من تواطأ أو دعم هذه الجرائم.
ويفيد تقرير أممي على لسان صحفيين يعملون في غزة .. :”باستثناء دعم أخواتنا وإخواننا في الاتحاد الدولي للصحفيين، لم نعد نتوقع أي شيء من أي جهة. لقد فقدنا الكثير، ولم يعد لدينا ما نخسره، حتى حياتنا. “إذا كان هناك جحيم، فنحن نعيشه الآن. إنها مذبحة حقيقية، يصعب تصديقها”.
ومع اقتراب الذكرى الأولى للهجوم، من الواضح أن الحرب على غزة قد تجاوزت قدرة الأمم المتحدة على التعامل معها، كما كانت الحرب العالمية الثانية بالنسبة لعصبة الأمم في عام 1946.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشهد فلسطين وضعًا مأساويًا مستمرًا، حيث وثّق الاتحاد الدولي للصحفيين – الذي يمثل أكثر من 600 ألف صحفي في 150 دولة – مقتل 138 صحفيًا خلال العام 2023، منهم 127 صحفيًا فلسطينيًا، لبنان (5) وإسرائيل (4) وسورية (2)، وهي أكبر خسارة في تاريخ الصحافة.
وعلى سبيل المقارنة، فقد أدى النزاع بين أوكرانيا وروسيا إلى مقتل 18 صحفيًا خلال 32 شهرًا. وأظهرت تحقيقات الاتحاد الدولي للصحفيين بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن الجيش الإسرائيلي استهدف منذ أكتوبر/تشرين الأوّل 2023، بشكل متعمد العديد من الصحفيين، في انتهاك واضح للقانون الدولي. ودعا الاتحاد الدولي للصحفيين في هذا السياق إلى ضرورة احترام القوانين الدولية الإنسانية، ولكن دون جدوى.
إن الحرب على غزة، التي امتدت إلى لبنان، هي نتيجة لسياسات بنيامين نتنياهو، الذي يتجاهل كل الاتفاقيات الدولية. ورغم حضوره في الأمم المتحدة ، فإن تقارير دولية متعددة – منذ الحروب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان – تؤكد أن هحمات أمريكا واسرائيل تؤدي إلى تكريس التطرف وخلق أجيال مستاءة تتبنى الكراهية.
لقد كثف الاتحاد الدولي منذ /تشرين الأول 2023، من نداءاته للأمم المتحدة من أجل وقف إطلاق النار؛ بهدف إجلاء المدنيين من قطاع غزة الذي تبلغ مساحته حوالي 365 كيلومتر مربعًا، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، فضلًا عن توفير حماية للصحفيين العاملين في الميدان.
ولكن جميع هذه الجهود باءت بالفشل، رغم التحركات المتواصلة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بل على العكس من ذلك، أمرت إسرائيل بمواصلة ضرباتها وعملياتها العسكرية بتمويل كبير من الولايات المتحدة الأميركية (68%)، وألمانيا (30%).
التجريد من الإنسانية
دعا الاتحاد الدولي للصحفيين فيما يتعلق بالتغطية الإعلامية
وأصبحت منصات التواصل الاجتماعي في غياب مصادر موثوقة من الخارج، هي الوسيلة الوحيدة للصحفيين في غزة لاطّلاع العالم على معاناتهم اليومية، رغم المخاطر ونقص المعدات الأساسية.
مراكز التضامن الإعلامي
قام الاتحاد الدولي للصحفيين استجابة للأوضاع المأساوية في غزة، بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين بجمع مئات الآلاف من اليوروهات لدعم الصحفيين الفلسطينيين، وتم افتتاح أول مركز تضامن للصحفيين في يوليو/تموز 2023، في جنوب قطاع غزة، وبالتحديد في خان يونس. ورغم محدودية عدد المراكز، فإنها تلعب دورًا أساسيًا في توفير الحماية والدعم للصحفيين العاملين في القطاع.