الأول على مستوى الشرق الأوسط بالعزف على 10 آلات موسيقية متنوعة.. رامز غنيجة درّس الموسيقا لأكثر من ٥٠٠٠ طالب في زمن الحرب.. بينهم من وصل إلى العالمية
تشرين- سراب علي:
عازف على أكثر من عشرين آلة موسيقية، وعازف إفرادي على عشر آلات موسيقية في حفل واحد، درّس أكثر من خمسة آلاف طالبٍ في محافظة اللاذقية وبقية المحافظات في زمن الحرب، وباتوا اليوم يعزفون على مختلف الآلات، بينهم من وصل العالمية بالعزف، وحتى اليوم يواصل تعليم الصغار من عمر أربع سنوات وما فوق، إنه المؤلف والملحن والموزع والمدرس الموسيقي رامز غنيجة الذي نال التكريم داخل سورية وخارجها على إبداعه بالعزف على عدد من الآلات الموسيقية.
سيرة ذاتية
غنيجة الذي تحفل سيرته الذاتية بالكثير من الإبداعات الموسيقية هو عضو الفرقة السيمفونية الوطنية لخمس سنوات مع المايسترو صلحي الوادي، وعضو في فرقة المعهد العالي للموسيقا العربية.
عضو فرقة نقابة الفنانين السورية، عضو فرقة أمية للفنون الشعبية، عضو أوركسترا زرياب لعشر سنوات مع الموسيقار رعد خلف، عضو أوركسترا طرب، بالإضافة إلى أنه مؤسس فرقة اللاذقية للموسيقا السورية، وأوركسترا طلاب رامز غنيجة في زمن الحرب.
من العود إلى الكمان
عن بداياته، يشير غنيجة في حديث لـ”تشرين” إلى أنه بدأ العزف على آلة العود عندما كان عمره 15 عاماً، وكان حلمه أكثر من آلة العود، فموهبة الاستماع والشغف بالموسيقا التي رافقته منذ الصغر جعلته يعزف بكل سهولة وتدرّب وحده على النُّوت الموسيقية، وفي عمر 18 بدأ التعلّم على آلة الكمان عند خيرة الملحنين والمؤلفين الأجانب في المعهد العالي للموسيقا في دمشق حيث درس الموسيقا الغربية وكان يتدرّب يومياً 9 ساعات، ثم انضم إلى الفرقة السمفونية في الوقت الذي كان فيه الكبير صلحي الوادي عميداً للمعهد العالي، واستمر خمس سنوات ضمن الفرقة وبعد ذلك التحق بأوركسترا زرياب وشارك في أهم الحفلات داخل سورية وخارجها.
صولو
وعن اتجاهه للعزف الإفرادي، أكد غنيجة حبه للتأليف، الذي مكّنه من دراسة كل آلة موسيقية على حدة، لافتاً إلى أن علم “النوتة” الموسيقية موحد لجميع الآلات أما علم الآلة خاص فيها، وهذا تطلب منه سنوات ليتمكن من العزف على 20 آلة موسيقية إيقاعية ووترية ونفخية والكترونية.
وبيّن غنيجة أن أهم الفرق الموسيقية التي أسسها هي فرقة دمشق للموسيقا العربية التي كان لها الكثير من المشاركات أهمها افتتاح مهرجان نقابة الفنانين بحضور نقيب الفنانين العرب، واختتام مهرجان مسرح الشباب، ويوم المسرح العالمي، ومهرجان الثقافة بدمشق، ومهرجان بصرى، كما كان هناك مهرجان يوم الموسيقا العالمي الذي شارك فيه الاتحاد الأوروبي، كما شاركت دمشق بالعزف على أربع آلات موسيقية، ولقب بملك الآلات الموسيقية، والأول على مستوى الشرق الأوسط بالعزف على 10 آلات موسيقية متنوعة.
التأليف الموسيقي
وأكد غنيجة أن التأليف والتلحين شغلا حيزاً كبيراً في أعماله إذ لديه الكثير من أعمال التأليف والتلحين للمسرح والتلفزيون والبرامج أهمها الموسيقا التصويرية للمسلسل السوري الكوميدي “هيك حالنا”، وتأليف موسيقا لمسرحيات “وقت مستقطع” و”الصبية”، و”الأراجوز”، والتأليف الموسيقي للفيلم السوري “سيمفونية قلب”، وبرنامج “حصاد الأسبوع”، والموسيقا الكاملة لجميع برامج تلفزيون أوغاريت، وموشح “هات كأس المنى” للمطربة ليندا بيطار، وأغنية سورية” بتنادي” لكورال جرحى الجيش العربي السوري وأعمال موسيقية وغنائية كثيرة على المسرح ، أهمها “قصة شامية”، “ناغم الآلات الوترية”، إيقاعات وأنغام على الأوتار “صنع بسحرك”، “من كنوزنا السورية”، “أصالة الموسيقا الشرقية”، وغيرها الكثير من الأعمال على مسرح دار الأوبرا.
مهرجانات وجوائز
وعن مشاركاته الموسيقية داخل سورية وخارجها، لفت غنيجة إلى أن لديه الكثير من المشاركات العالمية والعربية والمحلية في مهرجانات مهمة ممثلاً سورية أهمها: المهرجان العالمي للعروض السمعية والبصرية في الباكستان، مهرجان إسطنبول للبحوث العلمية، مهرجان مسقط، مهرجان هولندا، مهرجان الأردن، مهرجان موريتانيا، كما شارك في أغلب المهرجانات السورية منها مهرجان المحبة، مهرجان معرض دمشق الدولي، مهرجان تدمر، مهرجان قلعة حلب، مهرجان إدلب الخضراء، مهرجان البادية، وحاز على تكريمات محلية ودولية عدة من مصر، النروج، نقابة الفنانين السورية، وزارة الثقافة السورية، مهرجان إسطنبول، الباكستان، مسقط.
وأضاف غنيجة: شاركت مع أهم النجوم منهم ربا الجمال، ميادة حناوي، وديع الصافي، صباح فخري، وحائز على تكريم العمل الموسيقي أوركسترا طلاب رامز غنيجة في زمن الحرب، وتابع: على مدى سنوات قدمت حفلات موسيقية في 40 دولة وحصلت من كل دولة على آلة موسيقية وعزفت عليها، كما تعرفت أكثر على موسيقا وحضارة تلك الدول التي أضافت لي الكثير في مجال الموسيقا وساهمت في إغناء ثقافتي الموسيقية .
إبداع من الآهات
“لا يُخلق الإبداع إلّا من الآهات” حسب غنيجة الذي أكد أنه لا يمكن لشخص أن يبدع وهو في حالة رفاهية، ومن الظروف الصعبة التي مرت بها بلادنا وأثرت علينا، فإن أي مشهد يمر أمامي فإني أحوله إلى ىموسيقا، وكانت الأمسية الموسيقية (صراخ الألم) التي قدمتها مؤخراً على مسرح دار الأسد للثقافة في اللاذقية مستوحاة من صمت الناس بعد التعب الذي أصابهم خلال سنوات الحرب وكان لها تأثير كبير على الحضور لأنها مستوحاة من معاناتهم، شارك فيها أطفال، وكبار بينهم محامٍ وطبيب، ونالت إعجاب الحضور.
غنيجة: الموسيقا تبني الإنسان القادر على الإبداع
تدريس وتدريب
وعن تجربته بالتدريس، أشار غنيجة إلى أنه تمَّ تخريج المئات في معهد دار الفن لتعليم الموسيقا الذي أسسه بعد أن خضع لدورة تدريبية عند أهم الخبراء الأجانب في منظمة “آمال للمعوقين” بعنوان “كيفية تدريس الموسيقا لمرضى التوحد”، ودرّس الموسيقا لمرضى التوحد في منظمة آمال للمعوقين، كما درّس على مدى 13 عاماً أكثر من 5000 طالب من جميع المحافظات، وأردف: عندما أدرّس الموسيقا أرى نفسي أنني أبني إنساناً.
وأضاف غنيجة: سورية أجمل بقعة على الأرض وتستحق منا أن نبنيها بفكرنا، وجيل اليوم قادر على الإبداع في الموسيقا إذا تم توجيهه بالشكل الصحيح.
وعن مشروعه الحالي، أشار غنيجة إلى أنه سيعمل على إعادة توزيع مؤلفاته ونشرها، حيث سيجمع فيها تجربته في التأليف منذ عام 2007 ولغاية 2024.