علماء يطورون طريقة لتوقيف نمو عمر الإنسان

تشرين:
أعلن فريق من العلماء عن اكتشاف «زر توقف» سري محتمل في المراحل الأولى ‏من ‏التطور البشري، ما قد ‏يحدث ثورة في مستقبل علاجات الخصوبة‎.‎
‏ وقد كان هناك جدال طويل حول ما إذا كان البشر قادرين على التحكم في توقيت ‏تطورهم، ‏وتشير ‏الدراسة الجديدة إلى أنه يمكن تنشيط «زر التوقف» هذا في الخلايا ‏البشرية، وتحمل ‏النتائج آثاراً ‏مهمة على فهمنا للحياة البشرية المبكرة وقد تعمل على ‏تحسين تقنيات الإنجاب‎.‎
وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية نقلاً عن الدراسة انه في بعض الثدييات، ‏يمكن تغيير ‏توقيت التطور الجنيني المستمر بشكل طبيعي لتحسين فرص ‏البقاء لكل ‏من الجنين والأم، ‏وغالبا ما تحدث هذه الآلية لإبطاء التطور مؤقتاً، والتي تسمى ‏السبات ‏الجنيني، في مرحلة ‏الكيسة الأريمية، قبل أن يزرع الجنين في الرحم تبدأ هذه ‏المرحلة المبكرة ‏من التطور بعد ‏خمسة أو ستة أيام تقريبا من الإخصاب».‏
وتكشف الدراسة الجديدة أن أجنتنا قد تمتلك قدرة على الخمول مماثلة لتلك التي ‏لوحظت في ‏العديد ‏من الثدييات الأخرى، ما يفتح إمكانيات جديدة للطب التناسلي ‏وأبحاث الخلايا الجذعية‎.‎
ووجد الفريق أنه من خلال تقليل النشاط في سلسلة معينة من التفاعلات البيولوجية ‏التي تشارك ‌‏في نمو الجنين، يمكن إيقاف الجنين المخصب مؤقتاً عن الانغراس في ‏جدار الرحم حتى ‏تصبح ‏الظروف مثالية‎.‎
ومن خلال إبطاء إنتاج البروتين المشارك في نمو الجنين، تمكنوا من إيقاف نمو ‏الجنين ‏المخصب ‏مؤقتاً في مراحله المبكرة، بعد نحو أسبوع من الحمل‎.‎
وتمكن العلماء من الحفاظ على الأجنة في هذه الحالة الخاملة لمدة 18 يوماً، وبعد ذلك ‏عكسوا ‌‏التوقف لاستئناف النمو الطبيعي‎.‎
وقال الفريق إن هذه التقنية يمكن استخدامها لزيادة نجاح التلقيح الصناعي من خلال ‏إنشاء نافذة ‌‏زمنية أكبر لتقييم صحة الجنين وتحسين فرص الانغراس في الرحم‎.‎
وبحسب الورقة البحثية، اكتشف فريق من معهد ماكس بلانك في برلين ومعهد ‏التكنولوجيا ‏الحيوية ‏الجزيئية‎ (IMBA) ‎التابع للأكاديمية النمساوية للعلوم في فيينا ‏طريقة لتحفيز حالة تشبه ‏السبات ‏بشكل مصطنع في الخلايا الجنينية البشرية والأورام ‏الأريمية المزروعة في المختبر‎.‎
وفي كل من الخلايا الجنينية والأورام الأريمية، قام العلماء بتغيير نشاط سلسلة معينة ‏من ‌‏التفاعلات، والمعروفة أيضا باسم التسلسل الجزيئي‎.‎
ويحدث التسلسل الجزيئي عندما تؤدي حركة جزيء واحد إلى تحريك حركة جزيء ‏آخر، ‏وهكذا. ‏وهذا يبدأ سلسلة متتالية من التفاعلات الكيميائية، والتي تعمل بشكل ‏مشابه لصف من ‏أحجار ‏الدومينو المتساقطة، حيث يتسبب كل دومينو ساقط في سقوط ‏الدومينو التالي‎.‎

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار