(تشرين) تواكب وصول الوافدين من لبنان إلى بلدهم الثاني سورية.. فصل آخر من فصول التهجير والنزوح
تشرين – علام العبد:
أدت حملة الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني على لبنان الشقيق في الأيام الأخيرة إلى استشهاد المئات من اللبنانيين والسوريين المقيمين في لبنان نتيجة الغارات الإسرائيلية ونزوح آلاف الأسر السورية واللبنانية، وتدمير عشرات الآلاف من المنازل والبنية التحتية الحيوية، ورغم كل ذلك، لا تزال هناك تحديات. لكن لبنان يواجه اليوم قطع كل الطرق نحو التعافي الكامل، حيث أُغلقت العديد من مخيمات النازحين وبدأ معظم النازحين السوريين بالعودة إلى ديارهم، وتحولت المساعدة الإنسانية المقدمة من الحكومة السورية وغيرها من المنظمات غير الحكومية إلى دعم التعافي والقدرة على الصمود، حيث عملت تلك الجهات ممثلة بالحكومة السورية والعديد من الجمعيات والمنظمات على تقديم خدمات صحية طبية وإغاثية ودعم نفسي للأسر الوافدة من جراء العدوان على لبنان.
يشهد المعبر الغربي للعاصمة دمشق (معبر جديدة يابوس) زحمة سير في اتجاه العاصمة دمشق بسبب حركة نزوح أهالي عدد من القرى والبلدات الجنوبية اللبنانية، في وقت يستنفر فيه القطاع الطبي والهيئات الصحية من الطواقم الطبية و الإسعافية تحسباً لأي طارئ وتجاوباً مع خطة وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل في ظل الوضع الراهن.
ويتابع اليوم المعنيون في سورية على مدار الساعة أوضاع الوافدين من لبنان الشقيق في معبر جديدة يابوس على الحدود السورية اللبنانية بهدف تأمين متطلباتهم الضرورية وتسهيل الإجراءات اللازمة والجاهزية التامة وتوفير كل الخدمات اللوجستية والإغاثية والصحية والخدمية. وهو مؤشر مهم على التقدم الذي حققته الحكومة السورية نحو التعافي واستعدادها لتحمل المسؤولية تجاه الوطن والمواطن.
في تصريح لـ”تشرين” ذكرت مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل في ريف دمشق فاطمة رشيد أن مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في ريف دمشق والمنظمات غير الحكومية ذات التصنيف، الأعمال الخيرية والخدمات والصحة، تقوم بتقديم الخدمات اللازمة للأسر الوافدة، فقد قامت لجنة الإغاثة بتجهيز مراكز الاستضافة، وهي اليوم تضم المئات من الأسر الوافدة من لبنان الشقيق، وذلك بالتعاون مع الفريق الطبي للهلال الأحمر العربي السوري والعيادات المتنقلة بالتنسيق مع مديرية الصحة، ومؤسسة البوصلة بالتنسيق مع المجتمع المحلي تتم متابعة كافة الوافدين إلى مدينة السيدة زينب في ريف دمشق وتقديم الخدمات اللازمة وتم التأكيد على كل المنظمات غير الحكومية بتضافر جهودها جميعاً لتقديم كل الخدمات.
ولفتت رشيد إلى أن بعض المنظمات غير الحكومية تقوم بتقديم بعض الدعم للكوادر العاملة على الحدود السورية اللبنانية .
ما بين معبر جديدة يابوس الحدودي في ريف دمشق ومراكز الإيواء التي جهزتها الحكومة السورية ممثلة بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع مديرياتها في المحافظات السورية تسمع أحاديث تدمي القلب من الأسر اللبنانية الوافدة إلى بلدهم الثاني سورية .
وحسبما أفاد بعض الذين عبروا سيراً على الأقدام نحو الأراضي السورية، أمس، ذكر مسعود صالح أن حركة النزوح بدأت متصاعدة منذ مساء أول أمس مع عبور عدد من العائلات. وأشار إلى أن أغلبية القادمين لهم أقارب في مناطق ريف دمشق من خلال المصاهرة .
وبين علي مرعي (50 عاماً) القادم مع زوجته وطفليه، أن الجهات المعنية في سورية عملت على تأمين كل المستلزمات الخاصة، مضيفاً: وقررنا مغادرة لبنان خوفاً من الحرب التي يقوم بها العدو الصهيوني على لبنان وشعبه.
وبينت أم أحمد مزعل (60 عاماً) أنها هربت مع زوجة ابنها وأحفادها الثلاثة إلى سورية أفضل من أن تفترش الطرقات في بيروت الجريحة.
مشهد مظلم يخلفه القصف الصهيوني للبنان، آلاف الشهداء والجرحى، بسبب اشتداد القصف، حيث اتخذ العدو الصهيوني عدداً كبيراً من المدنيين أهدافاً بشرية. وتؤكد تقارير رسمية وغير رسمية وشهود أن الآلاف مازالوا عالقين حتى الآن في أحياء الضاحية الجنوبية ومدن الجنوب اللبناني. وامتلأت مراكز الإيواء بالآلاف ممن فقدوا أهلهم وعوائلهم لدى فرارهم، فقد أكد عدد من اللاجئين أن الآلاف من الأطفال فقدوا عوائلهم بين استشهادهم تحت القصف الصهيوني للبنان، وبين ضياعهم وسط الحشود الهاربة من جحيم القصف.
وأفاد عدد من الأسر اللبنانية الوافدة ممن التقتهم (تشرين) في فنادق السيدة زينب بريف دمشق ممن تمكنوا من الخروج من بيروت، بوجود قصف كثيف على الضاحية الجنوبية وارتقى بسببه المئات من المدنيين، وأضافت غصون علي أم لثلاثة أطفال: إن المدنيين لم يجدوا طريقة أو مكاناً لدفن شهدائهم الذين ارتقوا من جراء القصف الصهيوني، واضطروا إلى إبقائهم في المنازل ووضع قطع قماش عليهم.
وبين يوسف مزعل أن هناك جثامين بقيت لساعات طويلة في الضاحية الجنوبية ولم ينتشلها أحد، حتى تمكنت فرق الإنقاذ من الوصول إلى هناك ونقل الأحياء للمستشفيات، ورغم هذا مازالت بعض العوائل تبحث عن أبنائها، وخاصة الأطفال.
وذكر علي أبو أحمد متطوع وصل إلى السيدة زينب مع الأسر الوافدة من لبنان أن المنطقة المحيطة بالضاحية الجنوبية فيها العشرات من الجثامين التي مازالت تحت الأنقاض هناك ولم تنتشل.