وحدات الخزن والتبريد في تصاعد ملحوظ.. والالتزام بمعايير واشتراطات العمل في مرمى التساؤلات

تشرين – وليد الزعبي:
تتزايد بشكل غير متوقع أعداد وحدات الخزن والتبريد، حيث يجد فيها كثيرون استثماراً ناجحاً يحقق مردودية عالية، وذلك إن قاموا بشراء كميات من الخضار والفواكه وتخزينها لمصلحتهم، في حال كانت لديهم الملاءة المالية الكافية، أو عملوا على تخزين منتجات لآخرين مقابل أجور معينة، والرائج تخزينه على الأكثر محاصيل البطاطا والرمان، علماً أن بعض هذه الوحدات يعتمد على الطاقة البديلة، فيما غيرها يعتمد على الطاقة البديلة والكهرباء معاً، حيث تشترك بمركز تحويل خاص بكل منها، لكن هناك تساؤلات عدة تدور حول مدى التزام تلك الوحدات بالاشتراطات والمعايير الواجب توفرها في عملها لجهة درجات حرارة التبريد والتباعد بين المخزون ونوعية عبواته، والمهم أيضاً عدم الجمع بين أكثر من نوع واحد من الخضار والفواكه. وما يدفع لهذه التساؤلات هو وجود محاصيل في الأسواق من المخزنة بجودة متدنية وفي بعض حبات ثمارها تلف أو عطب جزئي أو كلي.

وجود خضار أو فواكه متضررة قادمة للأسواق من الوحدات مبعث قلق لدى المستهلك

توسع ملموس

مدير زراعة درعا المهندس بسام الحشيش، ذكر أن محافظة درعا تشهد توسعاً ملحوظاً بإنشاء وحدات الخزن والتبريد بهدف تخزين أنواع من الخضار والفواكه وطرحها في الأسواق في غير موسمها، الأمر الذي يمتص الفائض ولا يعرض الفلاحين للخسارة، كما ويوفر تلك المحاصيل على مدار الفترات المغايرة لموسمها، علماً أن إنشاء الوحدات يتم من قبل المزارعين أنفسهم أو من قبل مستثمرين، ومعظم هذه الوحدات ينتشر في مناطق الإنتاج الزراعي، ولاسيما ضمن نوى وطفس وداعل وتل شهاب وغيرها من المدن والقرى التي تعمل على زراعة الخضار مثل البطاطا وأشجار اللوزيات والخوخ والدراق والرمان والعنب بشكل رئيسي.

اشتراطات مهمة

يرى متابعون لعمل وحدات الخزن والتبريد ومختصون بتركيب تجهيزاتها، أنه يجب تخزين الفواكه والخضار بدرجات حرارة تتراوح من -١ درجة مئوية إلى +١٦ درجة مئوية حسب نوعها، ويجب أن يشرف على عملية التبريد في الوحدات فنيون متخصصون بهذا المجال، وهناك عوامل أساسية ينبغي الأخذ بها، وتتمثل في ضرورة تخزين نوع واحد فقط من الخضار أو الفواكه وعدم الجمع بين أكثر من نوع، لأن كلاً منها كما ذكر آنفاً يحتاج درجة تبريد معينة، كما ينبغي عدم حفظ أي فاكهة أو خضار بصناديق خشبية أو تغليفها بمواد تؤثر في طعم الثمار، ويفترض أن تسمح العبوات بدخول الهواء كما يجب تنظيف وتعقيم العبوات المعاد استعمالها.

مقطورات مبردة
رئيس دائرة الإرشاد الزراعي المهندس محمد الشحادات، لفت إلى أنه ونتيجة الحرب على سورية، خسرت محافظة درعا وحدة الخزن والتبريد الوحيدة فيها التابعة للدولة،

الحفاظ على درجات الحرارة المطلوبة لكل نوع وعدم انقطاع التغذية بالطاقة أهم عوامل النجاح

والتي كانت صمام الأمان للمزارعين بتحديد أسعار الخزن والتبريد بالسوق، لكنّ المزارعين بعد ذلك أخذوا يتوجهون لإنشاء وحدات خزن وتبريد خاصة بهم بالقرب من مواقع الإنتاج، وبدؤوا يجيدون عملية إدارتها بشكل يضمن عملها بشكل جيد، ونتيجة للمردود الجيد المتحقق من ورائها يلاحظ تزايدها بشكل مستمر، كما إن هناك بعض المزارعين اعتمد على مقطورات النقل المبردة (مقطورة البراد) لخزن الفواكه المنتجة من حقولهم، وخاصة خلال موسم الرمان نتيجة لسهولة الحركة والنقل من وإلى الحقل، حيث يتم بعد ملئها ركنها بجانب منازلهم، وبيّن أن أهم ميزة لوحدات الخزن أنها تعمل على تحقيق توازن بين العرض والطلب، وبالتالي تحقيق منفعة للمزارعين، لكن عدم استقرار عملية التصدير المتذبذبة بالفتح والإغلاق لمثل هذه المنتجات المخزنة، يعكس عدم استقرار الطلب، وبالتالي تعريض الفلاحين للخسارة نتيجة تحملهم تكاليف الخزن من دون جدوى بتحقيق أسعار ملائمة.

عدم الجمع بين عدة أنواع والتباعد ونوع العبوات شروط مهمة

تقديم المشورة
وكشف الشحادات أن وحدات الخزن تعتمد على ضرورة ضبط درجات الحرارة والرطوبة المناسبة لخزن الخضار والفواكه حسب نوع كل منها، وذلك حتى تستطيع الاستمرار لفترات طويلة لحين تحسن السعر، ولجهة وجود منتجات بجودة منخفضة في الأسواق مصدرها وحدات الخزن والتبريد، وبيّن أن المشكلة ليست في وحدات الخزن والتبريد، وإنما بعد إخراجها من وحدات الخزن تتعرض للظروف الجوية وتأخر بيعها يعرضها للتلف وتدني مواصفاتها التسويقية، وهنا لا بد من أن تتوفر للمنتجات التي كانت في وحدات الخزن ظروف مشابهة لظروف الخزن بمحال بيع المفرّق حتى تبقى محافظة على جودتها. وعلى سبيل المثال بعد إخراج الرمان أو البطاطا من وحدات الخزن تبقى في أسواق الهال أو محال مبيع المفرق أكثر من أسبوع أو أسبوعين، ما يعرضها لتغير مواصفاتها وتدني جودتها.

الرقابة الدورية مطلوبة والإشراف من مختصين لا غنى عنه

تزايد مستمر

مدير صناعة درعا المهندس عماد الرفاعي، ذكر أن هناك تزايداً مستمراً في ترخيص وإنشاء وحدات الخزن و
التبريد، وذلك بهدف تخزين الفائض من إنتاج الخضار والفواكه على مستوى المحافظة وطرحها في غير موسمها في الأسواق الداخلية والخارجية، علماً أن عدد الوحدات الموجودة في محافظة درعا حالياً وصل إلى ٢٥٤ وحدة خزن وتبريد، بسعة تخزين إجمالية تبلغ وسطياً ٥٠ ألف طن سنوياً.

المتابعة قائمة

ولجهة متابعة عمل وحدات الخزن والتبريد والتزامها بالاشتراطات، ذكر أن هناك بالطبع متابعة لعملها وجميعها ملتزم بالاشتراطات والمعايير لكل منتج من المنتجات المراد تخزينها، علماً أنه لا مصلحة لأي مستثمر لوحدة خزن وتبريد من عدم مراعاة الشروط الواجبة، إن لجهة درجة الحرارة أو التباعد بين المخزون أو عدم خلط أي أنواع من الخضار والفواكه مع بعضها، لأن ذلك يسبب لها ضرراً كبيراً، وبالتالي خسارة لا يتحملها.

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
في ملتقى البعث للحوار.. نحن على مفترق طرق وثقتنا بالنصر كبيرة.. سورية جزء ‏من المقاومة ‏ عقارات حي الطليعة في طرطوس انقلبت نقمة على أصحابها.. ضياع حقوق وقيم تخمينية ظالمة لاستملاك سكان الحي عقاراتهم مجلس مدينة طرطوس: نتمنى أن يؤخذ بالاعتراض لإنصاف المالكين وتصحيح القيم التخمينية ‏ وفاة حالتين من أصل ٢١ حالة مصابة بالليشمانيا الحشوية في درعا.. وخطة لمنع انتشار الداء تقلبات حادة بأسعار النفط والأسواق تراقب الشرق الأوسط وطلب الصين الجلالي يترأس اجتماعاً للجنة الخدمات والبنى التحتية.. تقديم تسهيلات لمشاريع ترميم المباني المتضررة من الزلزال في المدن القديمة والأسواق ‏التراثية الميدان يترقب أسبوعين حاسمين قبل 5 تشرين الثاني المقبل.. مسارات ثلاثة تحكم المشهد ‏الإقليمي ونقطة الفصل ستضعها الانتخابات الأميركية.. الكيان يسير إلى فشل مدوٍّ استشهاد رئيس بلدية النبطية وعدد من موظفي البلدية جراء غارات شنها طيران العدو ‏الإسرائيلي على ‏المدينة من إعلام العدو.. محللون إسرائيليون: حزب الله تعافى بسرعة والحديث عن تدمير ‏قدراته العسكرية ليس دقيقاً الطريقة الخاطئة لقياس ضغط الدم تهدد ملايين البالغين بين الحقيقة والزّيف.. الحرب مستمرة