دوري السيدات والأمر الواقع
الواقع الحالي في الساحة الرياضية المحلية يشوبه الكثير من الثغرات و الصعوبات التي تعوق عملية الاستقرار و العطاء المتدرج نحو التميز و الإنجاز لأغلب الألعاب الرياضية و منها لعبة كرة السلة التي لا تبتعد كثيراً عن هذا الواقع، بل هي تغوص في ثناياه و دائمًا همومها و ظروف نشاطاتها كالبطولات المحلية و الدوري العام تندرج تحت مقولة فعاليات الأمر الواقع ما يجعلنا قلقين دائماً من النتائج المتوقعة لأي بطولة أو نشاط رياضي سلوي، و نحن حالياً نعيش هذا الشعور لاقتراب موعد انطلاق الدوري السلوي للسيدات بعد أيام الذي نأمل منه أن يغيّب هذه الصورة الضبابية عن أذهاننا و يستبدلها بمنافسات قوية و مستويات فنية مقبولة من الفرق التسعة المشاركة فيه بعد تغيب فريق المحافظة، و لكن إذا ما وضعنا إمكانات الفرق و مستويات لاعباتها تحت المجهر الرياضي و التزمنا بالشفافية نجد أن هناك فوارق ملحوظة لا يمكن تجاهلها، فبعض الفرق حباها الله بظروف و مناخات مريحة للتدريب و الدعم و الرعاية جعلها متكاملة بصفوف لاعباتها و متمكنة مادياً ما انعكس عليها تطوراً و تميزاً و نجاحاً كفريق الثورة و الوحدة، و هناك بعض الفرق عاكستها الظروف و جعلتها مضطربة مادياً و بنيوياً و حرمتها متعة الاستقرار و النهوض لاحقاً، و من هنا نتوقع أن يكون هذا الدوري طابقياً بامتياز و كثير التباين بالخبرات و المستويات الأمر الذي سيخرج هذه اللعبة من دائرة التميز و التطور و يضعفها و يدفعها إلى التراجع و الهبوط في مستوى الفرق وأدائها، نتمنى أن يكون هذا الدوري السلوي للسيدات معاكساً لتوقعاتنا و يحمل معه كل جديد باتجاه الأفضل ولاسيما أن بعض الفرق أدخلت لاعبات أجنبيات في صفوفها كإجراء تكتيكي و ميداني جديد يمكن أن يبنى عليه و يحسن الأداء و يرفع المعنويات و يضيف خبرات جديدة على المستويات الفنية الموجودة، نأمل ذلك طالما أن الهدف إيجابي و يسهم في تطور اللعبة و انتشارها و لكن الأهم أن نتجه نحو الوجهة الصحيحة لإعداد الفرق و هي الاهتمام بالجيل الجديد من الوجوه الواعدة و الصغيرة المتشوقة للمشاركة و العطاء و الغنية بها فرقنا الحالية و العمل على رعايتها و دعمها و توفير كل أسباب النجاح و متابعتها في التدريب و التأهيل لأنها الرديف الحقيقي و المناسب للأندية و المنتخبات لاحقاً، إضافة إلى السعي من قبل الجميع لإيجاد الحلول المناسبة و الفعالة للتطوير و الارتقاء بهذه الرياضة.