هاربون من عيادات الأطباء بسبب الفاتورة.. مرضى يلجؤون للصيدلي لتشخيص المرض ووصف العلاج.. هكذا أصبح الصيدلاني بديلاً عن الطبيب؟
تشرين – دينا عبد:
انطلاقاً من النظرية القائلة “مصائب قوم عند قوم فوائد”، وجد الصيادلة من رفع الأطباء لأجور معايناتهم باباً للرزق لم يكن في الحسبان، حيث اكتفى الكثير من المرضى بالذهاب إلى الصيدلية، واستشارة الشخص الموجود فيها ليصف الدواء المناسب لحالته المرضية من دون الرجوع للطبيب المختص، متناسين أن أغلب المقيمين في الصيدليات هم ممن لا يملكون شهادة صيدلة، أو أي شهادة طبية تسمح لهم بتقديم نصيحة، أو استشارة طبية، ما يسبب في الكثير من الأحيان حالات مرضية نتيجة الاستشارة الخاطئة المقدمة من المقيم في الصيدلية.
“تشرين” رصدت حالات لبعض المرضى الذين يلجؤون للصيدلي لتشخيص المرض ووصف العلاج .
وسائل تأقلم سلبية
تقول أم حامد: الأوضاع الاقتصادية الصعبة دفعت مواطنين للجوء إلى وسائل تأقلم سلبية متعددة في مختلف جوانب حياتهم من بينها لجوء عدد كبير منهم إلى الصيدلية بدلاً من الأطباء لمعاينة الحالات المرضية ويعود ذلك لعدم قدرة الكثير من المرضى على دفع تكاليف المراجعات الطبية؛ مضيفة: في حال مرضت ألجأ إلى الصيدلي وأشرح له حالتي المرضية ويعطيني العلاج المناسب بالرغم من علمي بأن هذا الأمر خاطئ لكن ليس باليد حيلة فلا أملك سوى الراتب التقاعدي ولا يكفي سوى 10 أيام.
حالات معينة
أبو طلال هو الآخر يقصد الصيدليات لكن في حالات معينة كنزلات البرد وارتفاع درجات الحرارة؛ أما في حالات أخرى فيضطر للذهاب إلى الطبيب بالرغم من أن أجرته مرتفعة.
نقيب أطباء دمشق: يجب مراجعة الطبيب مهما كان الأمر بسيطاً كي لا يدفع المريض ثمن الدواء مرتين
وتشير تهاني (معلمة) لا يمكن للجميع العلاج عند الطبيب أو دفع المعاينة التي وصلت إلى 50- 75 ألف ليرة؛ لذلك فالكثير من المرضى يلجؤون للصيدلي أو لطبيب الأعشاب.
للصيادلة رأي
عدد من الصيادلة في دمشق بينوا أن الكثير من الأهالي باتوا يكتفون بتشخيص حالاتهم المرضية داخل الصيدلية، تفادياً لمراجعة الطبيب، الذي تجاوزت أجور معاينته حاجز الـ75 ألف ليرة.
ونبّه الصيدلي أغيد إلى أنهم مختصون في علم الأدوية وليس في تشخيص الأمراض، لكن المرضى يضطرون للجوء إليهم لعدم توفر المال الكافي لمراجعة الأطباء، حتى إن بعضهم يخرج من الصيدلية من دون أن يدفع ثمن الدواء كاملاً.
واعتبرت الصيدلانية رشا أن دورهم في إعطاء المرضى أدوية السعال الخفيف والحساسية والانفلونزا والرشح ونزلات البرد، ليس فيه مخاطرة، ولا يعتبر تعدياً على دور الطبيب.
مسؤولية
من جهتها الصيدلانية رانيا تمتنع عن التشخيص أو وصف العلاج للمرضى مشيرة إلى وجود عدد كبير من زملائها يعطون الأدوية من دون أي وصفة طبية، وتابعت: يأتيني يومياً العشرات يطلبون تشخيصاً للمرض لكنني أرفض فلا يمكنني تحمّل مسؤولية حدوث أي مضاعفات أو آثار جانبية غير محمودة العواقب؛ مشيرة إلى أنها تقدر الوضع العام بسبب الظروف الاقتصادية لكنها لا تستطيع خيانة مهنتها أو التعدي على مهنة غيري فمن الممكن أن يودي ذلك بحياة شخص خاصة إذا كان يعاني من أمراض مزمنة قد يجهلها الصيدلي.
الطبيب أدرى
بدوره رئيس فرع دمشق لنقابة الأطباء د.عماد سعادة بين أن التسعيرة النظامية هي بين 50-75 ألفاً في حال لم يقوم الطبيب إلا بفحص المريض؛ أما في حال قام بفحوصات أخرى مثل الايكو- الصور- مراجعة إضبارة أو أي شيء إضافي فتزيد المعاينة وتصبح أكثر من 100 ألف.
ونوه سعادة أنه في حال ذهب المريض إلى الصيدلية فإنه سيخسر مرتين وخاصة في حال دفعوا ثمن الدواء وكان غير مجدٍ؛ لذلك فالأفضل الذهاب إلى الطبيب مهما كان السبب بسيطاً.
وأشار د. سعادة إلى أنه تم مؤخراً أقامة يوم علمي مع عدد من الصيادلة شرحنا لهم متى يمكن للصيدلاني أن يتدخل فيها وحدود تدخله والعلاقة بين الأطباء والصيادلة، لذلك لايجب على الصيدلاني وصف أي دواء من دون وصفة طبية خاصة إذا كان يعاني من أمراض مزمنة وذلك لأن الطبيب المعالج أدرى بحالته ويعرف وضعه وبالتالي مهما كان الأمر بسيطاً لايجب التهاون به ؛ وبحسب سعادة فان معظم الأطباء يتقاضون معاينات منطقية وبعضهم يعتبرها قليلة.