5 آلاف طالب وطالبة استفادوا من برنامج التدريب العملي الصيفي.. والعين على تأسيس الشباب مشاريعهم الخاصة

تشرين ـ رحاب الإبراهيم:

مع استفادة 1400 طالب وطالبة من برنامج التدريب العملي الصيفي للعام الحالي، المنظم بالتعاون بين غرفة صناعة حلب مع جامعة حلب، أقيم اليوم حفل اختتامي لهذا البرنامج، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المحافظات، حيث أسس بغية رفد سوق العمل بالكوادر الشابة وتعويض النقص الحاصل في اليد العاملة وتمكين جيل الشباب من التعرف على سوق العمل ومساعدته على إيجاد فرصة عمل، والأهم الأخذ بيده لتأسيس مشاريع خاصة بعيداً عن فكرة الوظيفة وراتبها المحدود.
رئيس جامعة حلب الدكتور ماهر كرمان اعتبر برنامج التدريب العملي الصيفي تظاهرة مميزة، تفردت بها جامعة حلب دون غيرها من الجامعات السورية بالتعاون والتنسيق المستمر مع غرفة صناعة حلب، وهو ما أنتج ثمرة إيجابية عبر ربط الجامعة بالمجتمع، حيث يساعد البرنامج على صقل مهارات الطلبة النظرية بخبرات عملية عند زيارتهم الميدانية إلى المعامل والورشات الصناعية، علماً أن الطلبة بذلوا جهوداً كبيرة من أجل الاستفادة والتعلم وتعزيز مهارات، وهذا أمر مهم، كون البلاد تحتاج إلى جيل الشباب وطاقاتهم.
وأشاد الدكتور كرمان بالصناعيين في مدينة حلب، الذين أصروا على البقاء في البلاد وعدم مغادرتها رغم الظروف الصعبة والساعين دائماً إلى المحافظة على صناعتهم وتطويرها، على نحو يليق بالعاصمة الاقتصادية، وهذا أمر هام جداً، فالاقتصاد المحلي لا يمكن أن ينهض من دون الزراعة والصناعة، مشدداً على ضرورة العمل والتعاون من أجل التحضير لمرحلة التعافي، التي حتماً ستنهض معها كل القطاعات المنتجة، وتحديداً الزراعية والصناعية.

تنمية المبادرات الشخصية
رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة حلب فارس الشهابي، بين أن برنامج التدريب العملي الصيفي انطلق منذ 2017 حينما تحررت مدينة حلب من الإرهاب، وكانت المعامل وقتها في طور الترميم، لكن ذلك لم يمنع الصناعيين من استقبال الطلاب وتدريبهم وتعريفهم على المهارات والخبرات التي يحتاجونها في الحياة العملية، مبيناً استفادة أكثر من 5 آلاف طالب وطالب منذ انطلاق البرنامج، مع التخطيط لاستقطاب عدد أكبر من الطلبة في المراحل اللاحقة.
وبين الشهابي أن الهدف من التدريب ليس فقط إكساب الطلبة المشاركين مهارات عملية، وإنما تنمية روح المبادرة الشخصية لتأسيس مشاريعهم الخاصة وليس التفكير في الحصول على وظيفة ما في القطاع العام أو الخاص، وإن كان ذلك متاحاً لمن يرغب.

مراحل لاحقة
واعتبر الشهابي أن المرحلة الحالية من البرنامج أولية، لكن يوجد مراحل لاحقة يُعمل عليها، وذلك عبر تأسيس فريق بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، يكون قادراً على التعرف على المشكلات التي تواجه المعامل والشركات والمساهمة في إيجاد حلول لها، لافتاً إلى استفادة جميع الأطراف من هذا البرنامج، لكن المهم استفادة البلاد من طاقات الشباب وخبراتهم ومهاراتهم ، كون اعادة إعمار البلاد تعتمد بشكل أساسي عليهم.

مقترحات لتطوير المناهج
عميد كلية الهندسة الميكانيكية الدكتور وائل سلوم أكد أنه بعد اكتساب الطالب العديد من العلوم الهندسية النظرية في القاعات الدراسية وفي مخابر الكلية، لا بد من صقلها بالخبرة العملية والتدريب قبل التخرج لتوسيع مداركه العملية وقياس قدرته على التعامل مع أفراد المجتمع خارج الجامعة.
وبين الدكتور سلوم أن مثل هذا التدريب يعطي للكليات الهندسية المختلفة فكرة واضحة عن حاجة سوق العمل ومتطلباته المختلفة، ما ينعكس إيجاباً على الكلية، سواء لناحية تطوير مناهجها أو افتتاح اختصاصات جديدة، وذلك بناء على اقتراحات من أعضاء الهيئة التعليمية المشرفين على هذا التدريب.

إنشاء مشاريع صغيرة
“تشرين” التقت عدداً من الطلبة المشاركين في التدريب العملي الصيفي، حيث أجمعوا على أن أهميته في إكسابهم خبرات ومهارات جديدة، تساعدهم في سوق العمل عند التخرج والبحث عن وظيفة أو التفكير في إنشاء مشاريع صغيرة تؤسس لهم مستقبلاً ناجحاً بعيداً عن فكرة الراتب المحدود.
وفي اختتام برنامج التدريب العملي الصيفي، كُرّم عدد من الصناعيين الذين فتحوا أبواب معاملهم لتدريب الطلبة المشاركين والمشرفين على البرنامج، وعدد من الطلبة المميزين لناحية المبادرات والالتزام بحضور برنامج التدريب، وهذا ما سيمكنهم في وقت لاحق من تشكيل فريق استشاري، يساهم مع أصحاب المعامل والشركات في إيجاد حلول للمشكلات التي تتعرض لها المنشآت الصناعية والشركات التجارية.

ت- صهيب عمراية

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار