ثلاثة بواحد

وكأن نشاط وحيوية ودأب الشباب من دارسين ورياضيين وعاملين وغيرهم، لا يكون إلّا بتناول “القهوة ” – ثلاثة بواحد، حيث أصبح هذا المشروب المنبه عند تلك الشريحة بمنزلة المفتاح لأبواب النجاح، وحال وجبة ” المعكروني ” التي يمكن إطلاق الثلاثة بواحد على خلطة مكوناتها أشبه بالأول، حيث تكاد تكون هي الأخرى عشق الأطفال قبل الشباب.

لسنا هنا بوارد تناول مدى منافع تناول مثل ذلك المشروب أو تلك الوجبة، أو فيما إذا كانت هناك مضارّ للإفراط بتناولهما، لكننا سنعرض لإسقاطات تطبيق الثلاثة بواحد على حالات معيشية يومية.
الملاحظ أن كثيراً من ربات المنازل وأمام ضنك العيش وعدم القدرة مع الزوج على تدبر قيمة ثلاث وجبات للأبناء في اليوم، تحاولن اختصار ما أمكن من تلك الوجبات، وتتحايلن على الأبناء لتمرير وجبة الإفطار بترويقة بسيطة صباحاً، والتأخر بالغداء حتى يحين المساء لجمعه مع وجبة العشاء، فتصبح الوجبات وكأنها ثلاثة بواحد.
وفي حالة أخرى تسرب أنّ أحد الموظفين عندما نجح ابنه في التاسع تلقى المباركات من المعارف عن بعد متهرباً بطريقة لبقة من أي زيارة إليه، ولدى تفوق ابنه الآخر بشهادة الثانوية العامة تقبل التهاني بالطريقة نفسها أيضاً، إلى أن قُبل هذا المتفوق بإحدى كليات الهندسة، حينها دعا المقربين جداً إلى حفلة صغيرة حضّرت زوجته معظم لوازمها المتواضعة في المنزل، موظفاً بذلك تطبيق الثلاثة بواحد.

وعلى غرار ما سبق فعلت امرأة “معترة”، إذ حينما كُسرت يد ابن أخيها اتصلت واطمأنت عليه عن بعد، ثم باركت له بفك الجبيرة ولم تذهب، لكنها بعد قدوم مولوده الجديد أخذت بيدها هدية متواضعة، فأحسنت هي الأخرى بذلك استخدام تطبيق الثلاثة بواحد.

إنّ الإبداع لا ينحصر بمصممي التطبيقات البرمجية للموبايلات أو الحواسيب وغيرها، بل يشتمل على التطبيقات المبرمجة لمواءمة حياة الأسر مع الظروف المعيشية الصعبة، والتي نأمل ألّا تحتاج إلى برمجيات أخرى أكثر تقشفاً تتخطى حدّ الثلاثة بواحد، وتفرض تطبيقات أربعة أو خمسة أو ستة بواحد لتقييد النفقات وتكييفها مع المتاح إلى حين يأذن الله بحال أفضل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار