دراسة فرنسية تكشف سر بناء أهرامات مصر

تشرين

إن الوصول لكيفية بناء الاهرامات هو لغز حير العلماء على مر العصور، حيث بحث الكثير من العلماء عن الطريقة التي قام بها المصري القديم ببناء أهرامات الجيزة وكيف استطاع نقل الأحجار خاصة الغرانيت من أسوان لمنطقة الأهرامات بالجيزة، وقد أجمع الجميع على أن الطريقة الوحيدة للنقل هي استخدام نهر النيل.
لفترة من الزمن، اعتقد الباحثون أن العمال المصريين استخدموا مزيجاً من المنحدرات والزلاجات والحبال والرافعات لبناء الأهرامات، لكن دراسة جديدة لأقدم هرم في مصر أجريت من فريق من المهندسين وليس علماء آثار تقول: إن المهندسين المعماريين القدماء استعملوا الماء للقيام برفع الأحمال الثقيلة.
فقد كشفت دراسة فرنسية حديثة التي نشرت، الأربعاء، على موقع “ResearchGate”، عن سر جديد في بناء الأهرامات المصرية وتفترض الدراسة أن النظام الهيدروليكي كان عنصراً رئيسياً في عملية بناء هذا الهرم، مسلطة الضوء على مدى تقدم المعرفة التقنية لهذه الحضارة القديمة.
وقد تم إجراء البحث من فريق من المهندسين وعلماء الهيدرولوجيا وغيرهم من الخبراء الفرنسيين، إذ توصل الباحث كزافييه لاندرو مع فريقه، إلى نظرية مبتكرة حول بناء هرم زوسر في سقارة، أول هرم مصري.
وقال لاندرو: “هرم زوسر، المعروف أيضاً بالهرم المدرج، بُني في عهد الملك زوسر من الأسرة الثالثة خلال القرن السابع والعشرين قبل الميلاد. يُعتبر أقدم بناء حجري ضخم في مصر، وأول هرم يتم بناؤه على الإطلاق، مضيفاً: يُنسب تصميم هذا الهرم إلى المهندس المعماري الشهير إمحوتب، الذي يُعتبر أحد أبرز المبتكرين في تاريخ العمارة المصرية القديمة.
النظرية الجديدة التي طرحها لاندرو وزملاؤه تشير إلى استخدام نظام هيدروليكي لنقل الكتل الحجرية الضخمة التي استُخدمت في بناء الهرم. تعتمد هذه النظرية على الاكتشافات الأثرية التي تشير إلى وجود قنوات مائية وأدلة على استخدام المياه لتحريك الأحجار بسهولة أكبر، حسبما ذكرت صحيفة “ديلي ميل البريطانية”.
ويشير تحليل للهرم زوسر ، أنه كشف عن نظام معقد لإدارة المياه تضمن مصعداً هيدروليكيا، وتقول الدراسة الجديدة: إن هذا كان سيسمح برفع كتل الحجر الجيري من وسط الهرم، ويتكون هرم زوسر من ستة مصاطب متدرجة، وكان هذا التصميم ثورياً في ذلك الوقت، حيث كان يستخدم لبناء المقابر الملكية.
وأكد المؤلفون، أن البنية الداخلية للهرم تتوافق مع جهاز الرفع الهيدروليكي، ويتوقعون أن المهندسين المعماريين القدماء ربما رفعوا الأحجار من داخل الهرم بطريقة البركان، باستخدام ضغط الماء، وبناءً على تقديرات الموارد المائية في عصر الدولة القديمة فإن حجم المياه المتاحة كان مناسباً لاحتياجات بناء الهرم.
تأتي أهمية هذه النظرية الجديدة من كونها تقدم تفسيراً جديداً لكيفية تمكن المصريين القدماء من بناء هذه المنشآت الضخمة بدقة وكفاءة عالية، مما يضيف بُعداً جديداً لفهمنا للتقنيات الهندسية القديمة.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن الأبحاث الحديثة أظهرت أنه خلال المملكة القديمة، كان للنيل فرع إضافي، جف الآن، بلغ طوله 64 كيلومتراً مدفوناً منذ فترة طويلة تحت الأراضي الزراعية غرب النيل الحالي وموازياً له وبالقرب من سلسلة الأهرامات والمعابد الفرعونية، هذا بالاضافة إلى اكتشاف العديد من المجاري النهرية المختلفة التى تمتد من هذا النهر القديم وتصل إلى مشارف الأهرامات.
ويعتقد الباحثون أن وجود هذا النهر القديم يفسر سبب بناء أكثر من 30 هرم تم انشاؤهم في سلسلة على طول الشريط الصحراوي الغربي لوادي النيل منذ 4700 عام مضى.
وإجمالاً، تُظهر البيانات أن المهندسين المصريين القدماء استخدموا النيل وفيضاناته السنوية وسخروها للعمل كرافعة هيدروليكية، ما سمح لهم بنقل كتل ضخمة من الحجر إلى موقع البناء.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار