الطاقة البديلة لمركزين صحيين جديدين في ريف الحسكة
الحسكة – خليل اقطيني:
تواصل مديرية الصحة في الحسكة تزويد المراكز الصحية المنتشرة في ريف المحافظة بالطاقة البديلة.
وذكر مدير الصحة الدكتور عيسى خلف، أن المديرية تقوم حالياً بتزويد مركزين صحيين جديدين بالطاقة البديلة.
المركز الأول هو مركز حامو الصحي في ريف منطقة القامشلي، والمركز الثاني هو المركز الغربي في مدينة القامشلي شمال الحسكة.
مبيناً أن الأعمال التي تجري بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP تتضمن تزويد هذين المركزين بالطاقة الشمسية، من أجل استمرار العمل فيهما بتقديم الخدمات الطبية للسكان، في ظل انقطاع التيار الكهربائي.
وأوضح خلف أن عدد المراكز الصحية المزودة بالطاقة البديلة في محافظة الحسكة سيرتفع إلى 12 مركزاً بعد الانتهاء من تزويد مركزي حامو والغربي بهذه الطاقة، إذ سبق أن تم تزويد 10 مراكز في مختلف مناطق المحافظة بالطاقة البديلة، هي مراكز كشكش زيانات – الفدغمي – مخروم – الغَرَب – الحدادية – صفيا – توينة – المركز الاسعافي – الخليج – الجوادية.
مضيفاً: إن مديرية الصحة ستستمر بتزويد المراكز الصحية في ريف المحافظة بالطاقة البديلة، سواء من خلال موازنة وزارة الصحة، أو بالتعاون مع جهات أخرى، كالمنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي، أو مؤسسات المجتمع المدني في المحافظة وذلك لما لهذا الأمر من أثر بالغ في تعزيز توافر الخدمات الصحية وجودتها بشكل أفضل، ولاسيما في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها، الأمر الذي يدفع نحو الوصول إلى التغطية الصحية الشاملة.
وأكد خلف أن مشاريع الطاقة الشمسية للمؤسسات الصحية، تأتي تنفيذاً لخطة وزارة الصحة الاستراتيجية لتحسين الرعاية الصحية الأولية، وذلك لأن معظم مؤسسات هذه الرعاية الموجودة في المناطق النائية تكاد تكون محرومة بالكامل من الطاقة الكهربائية، وقد أدى مشروع الطاقة الشمسية إلى تحويل خدمات هذه المرافق إلى خدمات مستدامة.
مشدداً على أن الرعاية الصحية الجيدة تتطلب وجود مصدر طاقة يمكن الاعتماد عليه، فعلى سبيل المثال يتطلب التبريد وغرف التبريد للقاحات والأدوية وأنظمة تكنولوجيا المعلومات لإدارة المخزون وجود مصدر دائم للطاقة، كما يلعب هذا المصدر دوراً مهماً في إطالة ساعات العمل، وتحسين الاحتفاظ بالعاملين في مجال الرعاية الصحية وتوظيفهم في الأماكن النائية، ما يضمن رعاية صحية فعالة وآمنة على مدار 24 ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع.
وأشار خلف إلى أن استخدام الطاقة الشمسية في المؤسسات الصحية يساهم في توفير الأموال، والتي يمكن إعادة استثمارها لدعم البرامج الصحية الأخرى ذات الأولوية، وتساهم الطاقة الشمسية أيضاً في زيادة قدرة الأنظمة الصحية على الصمود، ويضمن مصدر الطاقة الموثوق به أن الأنظمة الأساسية لإدارة البرامج الصحية يمكنها أن تعمل بفعالية، وتساهم المصادر الدائمة للطاقة بإدخال البيانات وتحليلها في التحديد الكمي الفعال والدقيق وتوزيع الأدوية، وتتبّع المرضى، ومراقبة الأداء العام للنظام الصحي.
لافتاً إلى أن المصدر الثابت للطاقة الذي توفره الطاقة الشمسية يساعد أيضاً قطاع الصحة على تحمل الآثار السلبية لتغير المناخ، بما في ذلك الظواهر الجوية الشديدة، والجفاف، والصدمات الأخرى التي تؤثر على الوصول إلى مصدر الطاقة التقليدية.
يشار إلى أن مديرية صحة الحسكة زودت قبل أيام مركز حامو الصحي بشحنة دوائية متنوعة، وقد تم توزيع هذه الأدوية مجاناً على المرضى.
كما قامت المديرية بالتعاون مع منظمة العمل ضد الجوع AAH بتقديم تجهيزات متنوعة للمركز من شأنها رفع مستوى الخدمات الصحية التي يقدمها خدمة لسكان المنطقة والقرى المحيطة بها.
وكانت مديرية الصحة في الحسكة تمكنت في نيسان الماضي بدعم من منظمة “يونيسيف” من إعادة تأهيل مراكز الفدغمي وكشكش زيانات ومخروم في ريف الحسكة الجنوبي، والتي كانت شبه مدمرة بسبب الاحتلال والإرهاب، وتم وضع المراكز الثلاثة في خدمة سكان المناطق الموجودة فيها، حيث سبق أن أقدمت قوات الاحتلال الأميركي على تدمير 44 مركزاً صحياً من أصل 100 مركز منتشرة في مناطق محافظة الحسكة، إما تدميراً كاملاً أو جزئياً بلا أي مبرر، سوى حرمان السكان من الخدمات الصحية التي تقدمها تلك المراكز.