«اليوم التالي» في مهب احتمالات الحرب الموسعة.. تركيز على الشمال وتحذيرات من العواقب الكارثية على الكيان.. وحزب الله «رابح- رابح»
تشرين – هبا علي أحمد:
تبقى الأنظار مركزة على جبهة شمال فلسطين المحتلة – جنوب لبنان والمُرشحة في أي وقت لأن تكون جبهة الحرب المقبلة، ويمكن القول إن الحديث المتداول هذه الأيام وبكثرة هو حديث الحرب ولا شيء يعلو عليه، ولاسيما أن كيان الاحتلال الصهيوني ماضٍ في عدوانه على غزة للشهر التاسع على التوالي وسط تشابكات إقليمية ودولية ذات صلة، سياسية وأمنية، مع دعم أمريكي مُطلق للكيان، ولا يبدو أن العدوان على غزة سيحط رحاله على تهدئة أو توافق من نوع ما مادام كيان الاحتلال يتمسك بأوهام «النصر»، وعليه فإن لحظة الانفجار، وهنا نقصد الإقليمي المرتبط بجبهة غزة، جائزة في أي وقت.. لكن متى، ومن يبدأه غير معروف بعد؟ الأكيد أنّ الجميع يتجهز إلا الكيان الذي يجرّ المنطقة إلى حرب ستنتج عن معادلات جديدة لكن لن يكون له دور كما يمني النفس عبر مباحثات مستمرة تتركز حول ما بات يُعرف بـ«اليوم التالي».
الحديث المتداول هو حديث الحرب والأنظار مركزة على الجبهة الشمالية المرشحة لتكون جبهة الحرب المقبلة
غالانت في واشنطن
ولأجل «اليوم التالي» ومجمل تطورات الجبهة الشمالية التي باتت تؤرق كيان الاحتلال كما واشنطن، ولاسيما بعد عرض المقاومة اللبنانية – حزب الله – لبنك أهدافها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي تتضمن مواقع استراتيجية للكيان، يهرع مسؤولو الكيان إلى واشنطن لتثبيت الدعم في المواجهة المقبلة، فلا يمكن استبعاد الحرب، صحيح أن الكيان غير قادر عليها ولكن لا يملك غيرها من الخيارات، وتحدثت وسائل إعلام العدو بأنّ وزير «الأمن الإسرائيلي» يوآف غالانت توجّه إلى الولايات المتحدة الأميركية، مشيرة إلى أنّ هذه الزيارة تأتي على خلفية التطورات في الساحة الشمالية مع حزب الله، وخوفاً من حرب شاملة معه وأزمة الذخائر التي باتت حرجة، خاصةً مع تأخر شحنات الأسلحة الأميركية التي تحتاجها «إسرائيل» بشدة في هذه الحرب على حد وصفها، وقالت: «إنّ الزيارة المهمة التي يقوم بها غالانت إلى الولايات المتحدة لها هدف رئيسي واحد تهدئة الأميركيين».
وبيّنت أنّ الزيارة ستتركز على 4 قضايا، الأولى تتعلق بنتائج العملية في رفح، والانتقال إلى «المرحلة الثالثة» من القتال في غزّة، والمسألة الثانية تتعلق بالساحة اللبنانية في مواجهة حزب الله، لافتةً إلى أنّه من المتوقع أن يقول الزائرون الإسرائيليون للأميركيين أنّ «إسرائيل» غير معنية بتوسيع الحرب شمالاً..أمّا المسألة الثالثة التي ستثار في الاجتماعات مع الأميركيين، فمتعلقة بالأسلحة التي يحتاجها الجيش الإسرائيلي، فيما أوضحت الوسائل أنّ القضية الرابعة، التي لا تتصدر عناوين الصحف، هي برنامج إيران النووي.
تخبطات الحرب
الكيان يهول بالحرب، ومسؤولوه يصرحون من واشنطن بأنّه غير معنيّ بتوسيع الحرب شمالاً.. تضاربٌ يعكس حجم الانهزام الذي وصله، والكل يدرك أنّ لا قدرة للكيان على حرب نتيجتها محسومة أقله لناحية صورة الكيان – ولن نتحدث حالياً عن وضع المنطقة بالعموم بعدها- إذ قال اللواء السابق والرئيس السابق لشعبة العمليات في جيش الاحتلال، يسرائيل زيف، إنّ الدخول في حرب موسعة مع لبنان في حال حدوثها سيأتي في أسوأ وقت ممكن لـ«إسرائيل»، مضيفاً: الدخول في أصعب حرب بعد 9 أشهر، سيشمل الجبهة الداخلية الإسرائيلية بأكملها، متسائلاً: هل لدى «إسرائيل» سبب وجيه للدخول في ذلك طوعاً؟.. لافتاً إلى أنّه مع كل المشاكل التي لدى «إسرائيل»، لا ينبغي لها أن تدخل في حرب لا تعرف حتى تحديد هدفها.
الدخول في حرب موسعة مع لبنان سيعني الانتحار الجماعي لـ«إسرائيل»، وتبعاتها أكثر خطورةً من الماضي.. الأمر بالنسبة لحزب الله هو معادلة ربح – ربح
وأفادت وسائل إعلام العدو بأنّ حزب الله حاول اليوم ضرب «القبة الحديدية» إضافة إلى منشأة أمنية أخرى في منطقة «كرميئل»، لافتة إلى أنّ الحزب يعرف الأهداف الأكثر حساسية في الشمال ويحفظها عن ظهر قلب.
وأمس، نقلت وسائل إعلام العدو عن إيلان لوتان، وهو مسؤول سابق في «الشاباك»، أنّ مستوطنات الشمال خالية من السكان، والمطلة مدمَّرة، كما هي الحال في كريات شمونة والمنارة، وتساءل: ماذا تريد «إسرائيل» أن تفعل بعد 9 أشهر من الحرب ضد حزب الله. هل ستستمر هكذا عامين، أم إنها تريد تغيير الواقع؟ مضيفاً: الأمر بالنسبة إلى حزب الله ونصر الله، في حال استمرار الحرب، هو معادلة ربح – ربح.
وفي وقت سابق، حذّر اللواء المتقاعد في جيش الاحتلال، إسحاق بريك، من أنّ إعلان “تل أبيب” الحرب على لبنان سيعني الانتحار الجماعي لـ«إسرائيل»، بقيادة نتنياهو وغالانت وهاليفي، مضيفاً: تبعات الحرب ضد لبنان ستكون أكثر خطورةً مما حدث في الماضي.
اقتحامات في الضفة
بعد حديث عن مخططات صهيونية للسيطرة المطلقة على الضفة الغربية المحتلة وضمها، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق في الضفة الغربية، أفادت مصادر ميدانية بإصابة شاب برصاص قوات الاحتلال على فتحة شويكة شمال طولكرم، مضيفة: قوات الاحتلال اقتحمت، اليوم الأحد، منطقة خلة الراعي في مدينة قلقيلية، وفي أريحا، هدمت منزلاً قي قرية الديوك التحتا، شمال غرب المدينة.
وتتعرض قرية الديوك التحتا إلى اعتداءات متواصلة من قبل الاحتلال ضمن سياسة التهجير القسري الهادفة إلى إفراغ المنطقة من أهلها لصالح التوسع الاستيطاني.
وبالتزامن، اقتحم مستوطنون باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، في حين يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة لليوم 261 على التوالي، مرتكباً مزيداً من المجازر ضد العائلات والمدنيين في القطاع، ما أدّى إلى ارتقاء شهداء وجرحى.
69% من المباني المدرسية التي تؤوي نازحين من مناطق القطاع تعرّضت للقصف الإسرائيلي.. «أونروا» تدعو لوقف مسار تجاهل القانون الإنساني
واستشهد 5 فلسطينيين على الأقل وأصيب آخرون، فجر اليوم، إثر قصف إسرائيلي بالطائرات الحربية والمدفعية استهدف وسط وغرب مدينة غزّة، كما شهد حي الزيتون جنوب مدينة غزة استهدافات عنيفة، بالتزامن مع إطلاق طائرات الكواد كابتر النار على بلدة القرارة شمال خان يونس.
لا مكان آمناً في غزة
إلى ذلك، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أنّ 69% من المباني المدرسية التي تؤوي نازحين من مناطق قطاع غزّة تعرّضت للقصف أو لأضرار بشكلٍ مباشر، في إشارةٍ منها إلى العدوان الإسرائيلي.
وقالت الوكالة الأممية في منشورٍ في صفحتها في موقع «إكس»: لا يوجد مكان آمن في قطاع غزّة، داعيةً إلى وقف إطلاق النار، مطالبة بضرورة أن يتوقف هذا التجاهل الصارخ للقانون الإنساني.