في عيدهم الـ 74.. طلبة سورية مثال للعمل المبدع وروح المبادرة والعمل التطوعي والمساهمة في مسيرة إعادة البناء والإعمار
دمشق- أيمن فلحوط:
الآمال كبيرة معقودة على مشاعل العلم والمعرفة في المستقبل، ليكونوا صناع مسيرة إعادة البناء والإعمار في الوطن، وهم الذين قاسوا وعانوا من ويلات الحرب على سورية، وكانوا أهلاً للدفاع عن الوطن في أحلك الظروف، واليوم يخوضون معركة البناء مع قطاعات المجتمع الأخرى، فبوركت تلك الجهود مجتمعة.
كان الشباب على الدوام الطليعة، التي تضع الأمم عليها مستقبلها، في عمليات البناء والصمود وتحقيق الأماني والتطلعات، والتاريخ يشهد على ذلك في أنحاء العالم أجمع.
الاتحاد الوطني لطلبة سورية كان أنموذجاً يحتذى به على صعيد الشباب المتحمس الغيور على الوطن لعودته معافى
الاتحاد الوطني لطلبة سورية كان أنموذجاً يحتذى به على صعيد الشباب المتحمس الغيور على الوطن لعودته معافى، كما كان ينشر الحب والمحبة بين الجميع، فبالعلم والمعرفة نهزم كل الغزاة مهما كانوا وتنوعوا في أساليبهم.
المؤتمر الأول
بمناسبة عيد الطالب العربي السوري الرابع والسبعين، الذي يصادف اليوم نستذكر النضال الطلابي الذي بدأ في وقت مبكر، حين نظم الطلبة السوريون ذلك، منذ الخمسينيات، فكانت الخطوة الأولى نحو هذا الهدف يوم الثلاثين من آذار لعام 1950م عندما انعقد المؤتمر الطلابي الأول في اللاذقية برئاسة الطالب حافظ الأسد آنذاك، في ثانوية الشهيد جول جمال.
ترأس الطالب العربي حافظ الأسد اجتماع الاتحاد الوطني لطلبة سورية الأول عام 1950
وكانت أهم المقررات التي اتخذت في ذلك المؤتمر صورة عن الوعي الطلابي المبكر، بالدعوة إلى النضال ضد الاستعمار بجميع أشكاله وألوانه، تحقيق الوحدة العربية من المحيط إلى الخليج، المطالبة بالتدريب العسكري في الصفوف الثانوية، تعريب الشركات الأجنبية الموجودة في القطر ثم تأميمها، تحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص أمام المواطنين.
وكان هذا المؤتمر محطة مهمة في حياة الطلبة، لمسيرة حافلة في العطاء والعمل الطلابي على أكثر من صعيد، وحظيت على الدوام بالدعم والرعاية والاهتمام، وهي مستمرة حتى يومنا هذا في ظل قيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
بالعلم والمعرفة
لقد قابل الطلبة الإرهاب التكفيري بالعلم والمعرفة، ليكملوا ما حققه جيشنا الباسل من انتصارات بترميم ما دمره الإرهاب على صعيد المدارس وفي الساحات والطرقات.
وكل واحد منهم يقدم الجهد الذي يملكه بفكره وعلمه، من خلال المعلومات التي درسها في التخصصات الجامعية المختلفة، لتطبيقها على أرض الواقع، فيرسلون بذلك رسالة للعالم أجمع بأننا تصدينا للإرهاب والدمار، وصمدنا ولم نغادر مقاعد الدراسة لإيماننا بقضيتنا العادلة في التحرير ودحر الإرهاب بالعلم والمعرفة.
كانوا أحد العناصر المهمة في إعادة إعمار البلد، ولسان حالهم يقول: الوطن الذي احتضننا في السلم والحرب واجب علينا الدفاع عنه في جميع الظروف وأن نكون السند الأساس له في الأوقات جميعها.
معركة الدفاع عن الوطن
لقد اعتاد الطلبة في هذا اليوم من كل عام أن يجددوا العهد في نهج العمل المبدع، وروح المبادرة والقدوة في العمل التطوعي، والمساهمة في مسيرة إعادة البناء والإعمار، من خلال ما يمتلكون من تلك الروح المبدعة والخلاقة في الاندفاع والحماسة تجاه الوطن الغالي، فقد حملوا إلى جانب القلم السلاح باليد الأخرى في معركة الدفاع عن الوطن، وكانوا حاضرين كغيرهم من المخلصين في أفئدتهم، يدركون معاني المسؤولية التي تحلوا بها بوعي وإدراك، لمتابعة الطريق والآمال العريضة التي تعول عليهم في معارك الحياة كافة.
كثيرة هي الأعمال التي قام بها الطلبة، فقد ساهموا في إزالة الأنقاض وتقديم الإسعافات، وتطوعوا في المشافي، وتبرعوا بالدم، وعملوا في مراكز الإيواء والإطعام والمطابخ الميدانية، وكانوا في المطارات يساهمون في إفراغ حمولة الطائرات التي حملت المساعدات للمتضررين من الزلزال، عدا عن جلسات الحوار والدعم النفسي والاجتماعي التي عقدت، وكذلك قيام الفروع الخارجية للاتحاد الوطني لطلبة سورية بجمع التبرعات لإرسالها للوطن وبالعديد من الأنشطة التي تجسد حجم الأعمال التي اطلع بها الطلبة في معارك التحرير والبناء والإعمار.
رعاية المتفوقين والمبدعين
لقد ساهم الاتحاد الوطني لطلبة سورية في مبادرته ورعايته للمتفوقين والمبدعين في إعدادهم وتجهيزهم لميادين سوق العمل، من خلال العديد من المبادرات التي أطلقها في ميادين العلوم المختلفة.
نشاطات عديدة في الجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة، وفروع الاتحاد في المحافظات، تقام في هذه المناسبة على مدى أيام عديدة، وتستمر لغاية السابع من نيسان القادم، تشمل العديد من المحاضرات العلمية المفيدة، وحملات تنظيف وترميم حدائق الجامعات، والمعارض العلمية لأعمال الطلبة اليدوية والفنية، ومشاريع التخرج وأيام ومسابقات ثقافية، وحفلات فنية وعروض مسرحية، وبطولات رياضية في العديد من الألعاب
الرياضية، وورشات لصيانة مقرات الهيئات الطلابية من أثاث وأجهزة حاسوب وأجهزة كهربائية، وتكريم الطلاب الأوائل والفرق التطوعية والكوادر الاتحادية المتميزة والأساتذة الجامعيين، وإقامة يوم بيئي يتضمن زراعة نباتات طبيعية أمام مداخل الكليات من قبل طلاب كليات الهندسة الزراعية والمعاهد الزراعي، بالإضافة لتزيين وتنسيق حدائق الجامعات، ونشر ثقافة العمل التطوعي بين الزملاء الطلبة، ويوم صحي مجاني يتضمن فحوصات واختبارات حيوية، وغيرها من الأنشطة الهادفة للدلالة على أهمية هذه المناسبة في حياة الطلبة.