لا يعرف العدو الإسرائيلي إلا لغة القتل، لذلك لم يرَ حلاً لأزمته في غزة إلا قتل الأطفال والنساء، حيث وصلت أعداد الشهداء إلى أرقام مخيفة بعشرات الآلاف ومعظمهم من النساء والأطفال، وهي بكل المعايير حرب إبادة جماعية وليست لها تسمية أخرى، وتزداد عمليات الذبح كل يوم من دون أن يكون هنالك مؤشر واحد على نهاية هذا الجحيم لأطفال ونساء غزة والشعب الفلسطيني كله.
صارت جرائم القتل والفتك بالفلسطينيين العزّل سياسة ونهج العدو الصهيوني بناءً على قرار الإدارة الأميركية وقرار جو بايدن الذي أوعز لحكام «تل أبيب» بذبح الفلسطينيين، ومنذ حوالي تسعين يوماً وآلة القتل والتدمير لم تتوقف لحظة واحدة، فهل هي عملية إفناء للشعب الفلسطيني؟
حتى الآن ذبحت آلة القتل الإسرائيلية ما يقارب 25 ألفاً والجرحى أضعاف هذا العدد، فضلاً عن تدمير وهدم أكثر من سبعين بالمئة من بيوت غزة، فإلى أين يريد أن يصل كيان الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه هذه؟
أكثر من خمسمئة ألف فلسطيني تحت الإبادة الإسرائيلية في مذبحة لم تشهد لها الإنسانية مثيلاً، والعالم يرى ويسمع ولا أحد يحرك ساكناً بوجه الكيان الصهيوني القاتل والمجرم، فسكان غزة محرومون من المياه والطعام وحتى السكن، إذ إن أكثر من 70 بالمئة من سكان غزة ينامون في العراء، في الشوارع والأزقة، ولا شيء يحميهم من برد الشتاء، ومن دون أن يسمع المجرمون الصهاينة صراخ الأطفال وأنين المسنين والمرضى، وإدارة بايدن المجرمة تشجع الصهاينة على ارتكاب المزيد.
ما هذه الإدارة المجرمة، إدارة بايدن التي تدّعي حماية حقوق الإنسان وهي أول من ينتهك هذه الحقوق، ويشجع الكيان الصهيوني على انتهاكها ويحميه من أي مساءلة، بل لولا هذه الإدارة الغارقة في جرائم العصر الكبرى لما تجرأ الكيان الإسرائيلي على الإقدام على هذه الجرائم بحق شعب أعزل وعشرات الآلاف منه باتوا معرضين للإبادة والإفناء.
مستحيل أن تكون هناك جريمة أكبر من هذه الجريمة، حيث مئات آلاف الفلسطينيين محرومون من كل أسباب الحياة، تعطيش وتجويع وهدم بيوتهم على رؤوسهم وفي عزّ الشتاء، لا مأوى لهم إلا الشوارع والعالم كله ينظر إلى هذه المأساة، ولا أحد يحرك ساكناً ضد الكيان الصهيوني العنصري الذي استند في جرائمه هذه إلى واشنطن التي تبنت سياسة العدو الإسرائيلي وشجعته ليفعل المزيد ويستمر في عدوانه من دون توقف.
د.تركي صقر
90 المشاركات