عامٌ مضى
صحيحٌ أن “الظرف الاستثنائي” الذي يعيشهُ السوريون طال أكثر مما ينبغي؛ حتى كاد يصبح الاستثناء قاعدة.. وذلك من جراء هذه الحرب التي تُشنُّ عليها من جهاتها الست، منذ ما يزيد على الـ(12) سنة.. حربٌ لم يعرف التاريخ حداً لضراوتها ووحشيتها، وتعدد الأعداء فيها، وكثرتهم، حيث تجاوز أطرافُ الحرب فيها، أطراف الحربين العالميتين معاً..
حرب تتعدد غاياتها ودوافعها بتعدد مُشعليها، أو بتعدد غايات من هم خلفها، بل بات كلُّ من كان خلفها واضحاً اليوم بعد أن استبعد الوكيل ليكون “أصيلاً” في هذه الحرب.. مع ذلك ورغم كلّ هذه الحرب التي هي في أحد وجوهها ثقافية؛ بقي شيءٌ من الاعتيادي – إلى حدٍّ كبير- في فن العيش في سورية، ولعلّ الثقافة أحد ملامح هذه الحياة السورية، والتي وإن كان أصابها أو يُصيبها كلّ حينٍ نوعٌ من الارتباك غير أن ثمة سكة كان هناك الكثيرون من يتحسس وجودها بين فظاعات هذه الحرب؛ فيضعُ عليها قاطرة الثقافة ليُعيد بعضَ الجمال ودحر القباحة التي فعلتها الحرب عن وجه سورية القديمة..
عامٌ آخرٌ من عمر الحرب على سورية؛ يُسجّل حضوره اليوم، وما بين السنة الأولى وهذه السنة؛ أشياءٌ كثيرة تغيرت.. سواء على ساحة الحرب وفي الجبهات، وحتى على صعيد الحياة السورية خلف جبهات القتال، ورغم الانجدال بين الخطين، غير أننا وعلى صعيد الثقافة، يُمكن أن نُحدد ملامحها كما كنا نفعل مع انتهاء كل سنة سابقة، وفي البانوراما الثقافية اليوم للسنة الماضية؛ فثمة بعض الحالات؛ كانت تأتي مُباغتة كالمواسم، بمعنى بقيت على شكل جزرٍ، أو هي منقطعة كما هي حالة السينما على سبيل المثال، وإلى حدٍّ ما في مجال الموسيقا.. فيما بقيت الدراما على مواسمها العامرة خلال شهر رمضان لتُشغل النقاد والمتلقين في تصنيفها سواء على الصعيد الفني، أو حتى على صعيد الهوية خلال سنة كاملة، وأما من بقي على وتيرة شبه ثابتة في هذا المشهد؛ فأكثر ما نتلمسه في التشكيل والمسرح وإصدارات الكتب، وأما في مجال الغناء؛ فهناك ثمة حزنٌ مستمر على شبه افتقادٍ منذ ما قبل الحرب إلى اليوم.
هامش:
………..
ليس عدلاً
أو من الإنصاف
أن أقول:
أنتِ بكفةٍ والعالمُ بكفة
أنت في راحتي الكفيّن معاً
عالمٌ كاملٌ
مفعمٌ بقصائد من حبق..