خلال أكثر من شهر لم يترك العدو الإسرائيلي فناً من فنون الإجرام والقتل إلا ومارسه ضد أهالي غزة، الأطفال والنساء، الكبار والصغار، ولم يسلم منه الحجر أو البشر، فهدم المنازل على رؤوس أصحابها والمشافي على رؤوس المرضى والمصابين ونسف أحياء بأكملها، وسوّى بالأرض أكثر من نصف غزة ومازالت ماكينة القتل والهدم والتدمير تعمل دون توقف لا تستثني طفلاً ولا شيخاً ولا مريضاً إلا وتقتله، متجردة من أي حسّ إنساني في مشهد أين منه عقلية الغابة والعصابات؟
ومن غير المعروف متى تتوقف آلة القتل هذه التي لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، ويستمر ذلك تحت بصر وسمع العالم كله دون أن يحرك أحد ساكناً، فبعد أخذ الكيان الصهيوني مباركة الرئيس الأمريكي جو بايدن على هذا العدوان الهمجي، زاد في إجرامه وتنكيله بالشعب الفلسطيني، ولم يعد يرتوي من دماء الفلسطينيين فيما يقف العالم متفرجاً على جريمة العصر هذه التي تتم بمباركة من الرئيس بايدن شخصياً.
ولقد استغل قادة الكيان الصهيوني قرب انتخابات الرئاسة الأميركية لكي يطلقوا أيديهم في ارتكاب أفظع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني دون رادع، ولم يسبق أن تعرض شعب لمثل هذه المذابح المفتوحة تحت سمع وبصر العالم كله، وبلغت أعداد الضحايا والمصابين عشرات الآلاف، ولم تستطع المنظمات الدولية ولا منظمات حقوق الإنسان أن توقف هذه المجازر، وذهبت قرارات القمة العربية والإسلامية أدراج الرياح، واستمرت آلة القتل الإسرائيلية تفعل فعلها في سفك الدم الفلسطيني.
والسؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى تبقى اليد الإسرائيلية ممدودة بالإجرام ومفتوحة على قتل الفلسطينيين دون توقف، وماذا فعلت القمة العربية والإسلامية الأخيرة لوقف هذه المجازر الإسرائيلية الغاشمة؟
واضح أن الكيان الصهيوني لا يقيم اعتباراً للمجتمع الدولي ولا لمؤسساته وأن الفعل المؤثر هو للمقاومة الفلسطينية التي تقول كلمتها وتضع حداً لعربدة العدو مهما تمادى في استخدام القوة.
وعندما يقوم العدو الصهيوني بإبعاد قناة «الميادين» عن العمل في الأرض المحتلة فهذا مؤشر على الخوف من تأثير الإعلام في فضح ما يقوم به هذا العدو، وهذه شهادة لقوة وتأثير الميادين في تعرية أساليب العدو التي أضحت مكشوفة، وهو بهذا التصرف فضح نفسه على الملأ وسقطت مزاعمه كلها، وولن تتوقف المقاومة الفلسطينية حتى تحقق أهدافها في التحرير واسترجاع الحقوق.
د.تركي صقر
90 المشاركات