هستيريا المذابح

أكثر من عشرين يوماً وآلة القتل الإسرائيلية لم تتوقف عن حصد المزيد من أرواح الفلسطينيين في أكبر مذبحة عرفها التاريخ المعاصر، وليس هناك من أفق لتتوقف هذه المجازر بعد أن أصم قادة العدو الصهيوني آذانهم عن سماع نداءات دول العالم في الشرق والغرب للتوقف عن سفك الدماء، دون جدوى.
العدو الصهيوني الجبان فتك بآلاف الفلسطينيين معظمهم من الأطفال والنساء وهو مستمر في المذابح المروعة، وهذا ليس دليل قوة وإنما دليل خوف وضعف، فقتل المدنيين العزل والأطفال والنساء بالآلاف ليس بطولة تُسجل لنتنياهو الذي أصبح على أبواب هزيمة مدوية، وهو لا يعرف كيف يخرج من هذه الحرب التي أوقع نفسها فيها، ولن يكون هناك انتصار للعدو الصهيوني ولن يخرج من هذه الحرب إلا بخسائر كبيرة جداً.
معركة طوفان الأقصى ستسجل تاريخاً جديداً للمنطقة، ولن يكون ما بعد طوفان الأقصى كما قبله بالنسبة للقضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني، وهذه هي المرة الأولى التي يتلقى فيها العدو الصهيوني هزيمة كبرى، حيث تحتجز المقاومة الفلسطينية أكثر من 200 أسير إسرائيلي لمدة طويلة من دون أن يستطيع هذا العدو أن يفعل شيئاً سوى قتل الأطفال والنساء، ويعترف نتنياهو بأن المعركة طويلة وهو غير قادر على حسمها.
ورغم وقوف إدارة بايدن بكل قوة إلى جانب الكيان الصهيوني، فإن هذا الكيان لم يستطع أن يغير في المعادلة شيئاً، وحالة الارتباك والاضطراب التي يعيشها تدل على ضعف لأول مرة في تاريخه، ولم ينفعه تحريك حاملات الطائرات الأميركية إلى مقربة من شواطئ المتوسط، وربما ما ينتظره هو الأسوأ الذي سيحدد مصيره، ولذلك وصف نتنياهو المرحلة التي يمر بها كيانه بأنها مصيرية، وبأنها معركة وجود أو لا وجود.
وفي حسابات المراقبين، فإن نتنياهو لم يربح المعركة وإن نهايتها ستطيح به وهو الذي أصبح وضعه مهزوزاً، فضلاً عن انقسامات كبيرة تضرب الكيان الصهيوني الذي لم يعد يملك زمام المبادرة كما كان قبل معركة طوفان الأقصى، فقد عجّلت هذه المعركة بنهاية حكومة نتنياهو التي تزيد من ارتكاب المجازر والمذابح إلى درجة دخولها في حالة هستيريا جرائم القتل بلا حدود، وبالنهاية لن ينجح نتنياهو في كسب المعركة مهما حاول التحايل والتلاعب فقط أصبح مكشوفاً لكل الأطراف.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار