التباس دراما الحرب

عندما نتحدّث عن الدراما؛ تخطر في البال أنواعها الثلاثة : الدراما التلفزيونية، المسرح والسينما، وثالثها في تقديري هو الأهم لما له من صفة الوثيقة والخلود، وإمكانية إعادة العرض أكثر من مرة وبسهولة واسعة وفرتها له التكنولوجيا الحديثة.. وربما يكون المعادل التاريخي لما حاول تغييبه المؤرخون لأسباب كثيرة..
ولو أردنا أن نُعدد الأعمال الدرامية التي تناولت موضوعة الحرب؛ لحصلنا على عددٍ لا يُستهانُ به من المسلسلات السورية التي كان الحرب من شواغلها، ولن نقف عند أبرزها الذي تمثّل في العملين الأيقونتين: (إخوة التراب والتغريبة الفلسطينية)..
غير أنّ ثمة أعمالاً أخرى تناولت قضايا الحرب، لكنها في معظمها تعود لنتاجات عقود السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.. بمعنى أنّ الدراما، وخلال طوال أكثر من عشر سنوات من الحرب على سورية، ابتعدت عن إيجاد المُعادل الإبداعي لهذه الحرب التي طالت كثيراً، وشارك في عدوانها كل الفجور العالمي ومن جنسيات الكون كلها..
واللافت أن غير الدراما التلفزيونية، كانت واضحة في إنتاج الكثير من الأعمال التي كانت الحرب من اهتماماتها كالتي جسدتها السينما، أو العروض المسرحية.. وهنا نُشير إلى أعمال كل من: نجدة أنزور، عبد اللطيف عبد الحميد، باسل الخطيب، أيمن زيدان، ومأمون الخطيب في معظم ما قدموه من أفلام سينمائية، أو عروض مسرحية فيما يخص الأخير.. بينما اقتصرت الدراما التلفزيونية التي أنتجت مؤخراً على تداعيات الحرب ونتائجها، وهي رغم ذلك قليلة جداً، بينما الأغلب الأعم ذهب صوب المسلسلات السياحية، ولاسيما في الدراما المشتركة، وتحديداً في تلك النسخ عن دراما الآخرين خلف الحدود، في ظاهرة – موضة ليس لها تفسير!!
ثمّة التباس اليوم في مشهد دراما الحرب، يعود لغير سبب، ربما أبرزها هول الحرب وبشاعتها على أرض الواقع، لدرجة أن إيجاد أي معادلٍ إبداعي، ومهما حاول من البلاغة يبقى أقل من بلاغة الواقع.. على سبيل المثال: كيف سيجد المبدع اليوم وفي نتاج إبداعي يقاربه صورة تعادل مشهد عائلة فلسطينية يُكفّن كل أفرادها في كفنٍ واحد.. فالفلسطيني المحظوظ اليوم من يجد لموته كفناً خاصاً به وحده.. وما الصورة التي تعادل مشهد نحيب طفلة فلسطينية تصرخ بكامل قهرها: «إنها أمي التي تحت الركام عرفتها من شعرها».. هذا في الجانب الإيجابي لصفاء النية، أما في الجانب السلبي، فيكمن في ندرة كتّاب السيناريو، وفي شركات الإنتاج التي هي أقرب للدكاكين وغايتها الربح فحسب، وثالثة الأسافي غياب المنبر الإعلامي – ولاسيما العربي- الذي يعرض أعمال هذه الحرب!!
هامش:
هذا
العمرُ كذبةٌ قصيرة،
أو
حلمٌ بعيدٌ جداً..
قصيٌّ بقدر وطن الطفولة،
قريبٌ.. قريبٌ بقدر
رأس خنجر أو رصاصة!!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار