المفوضية الأوروبية تغري هنغاريا بـ13 مليار يورو مقابل الحصول على دعمها في أوكرانيا
تشرين – وكالات:
يسابق الأوروبيون الزمن بمواجهة ضيق الخيارات أمامهم لحشد مزيد من الدعم المالي والعسكري للنظام الأوكراني، حيث إن المزيد من الدول تفكر بالانسحاب فعلياً من هذا الدعم، إلى جانب دول أخرى لم تدخل بالأساس في هذه المغامرة، أو في أن تكون جزءاً من نظام العقوبات ضد روسيا، مفضلة أن تحافظ على علاقاتها الجيدة مع موسكو.
ومن هذه الدول تبرز هنغاريا، حيث تقول مصادر مطلعة ضمن المفوضية الأوروبية أن هناك اتجاهاً لتحرير 13 مليار يورو من المساعدات الأوروبية لهنغاريا بنهاية تشرين الثاني المقبل مقابل موافقتها على ميزانية اتحادية لدعم النظام الأوكراني. وذلك حسب صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية.
وفي وقت سابق، قال جيرجيلي غيلاس، كبير موظفي جهاز الحكومة الهنغارية، إن أوكرانيا لن تحصل على قرش واحد من ميزانية الاتحاد الأوروبي حتى تحصل هنغاريا على الأموال المستحقة لها من الأموال الأوروبية، حيث إن أي تغيير في ميزانية الاتحاد الأوروبي يتطلب الإجماع.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أشارت مؤخراً إلى أن المفوضية راجعت ميزانية الاتحاد الأوروبي للفترة من 2024 إلى 2027 ودعت الدول إلى زيادتها بمقدار 66 مليار يورو لمساعدة أوكرانيا وتنفيذ برنامج الهجرة واللاجئين وتعزيز القدرة التنافسية للاتحاد الأوروبي.
ومن هذا المبلغ، يقترح تقديم 50 مليار يورو على شكل منح وقروض على مدى السنوات الأربع المقبلة لمساعدة كييف مالياً.
بالتزامن.. قال وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو، إن العالم لا يشاطر أوروبا موقفها إزاء الحرب في أوكرانيا، ولا يفهم المعايير الأوروبية المزدوجة مقارنة بالنزاعات الأخرى في العالم.
وأضاف في حديث لصحيفة Magyar Nemzet: أستطيع القول إن العالم ينتظر بلهفة نهاية هذه الحرب. الناس هناك لا يفهمون لماذا يدعو الاتحاد الأوروبي، وهو ينظر من الأعلى بتفوق أخلاقي خيالي كل الأطراف إلى السلام والتفاوض ووقف العنف فوراً، عندما لا تكون الحرب في أوروبا. ولكن عندما تدور الحرب في أوروبا، فإن الاتحاد الأوروبي يحرض على استمرار الحرب ويزود أحد أطرافه بالأسلحة، ويتعرض أي شخص يتحدث عن السلام للعار والوصم على الفور.
وتابع: إن العالم لا يفهم «لماذا جعلت أوروبا النزاع عالمياً» ولماذا يجب على سكان آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا أن يدفعوا ثمن ذلك «بسبب التضخم المتزايد وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء».
وأشار سيارتو إلى أن موقف بلاده خارج أوروبا، يحظى باحترام كبير، وهو ما شهده أكثر من مرة خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد سيارتو أنه خلال اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، يعرب العديد من زملائه في المحادثات الخاصة عن دعمهم للموقف الهنغاري.