زراعة القطن بين الماضي الجميل وإنتاج ٧٧٥.٥ ألف طن والتغني اليوم بإنتاج ١٥ ألف طن.. وهذه هي الأسباب

تشرين – محمد فرحة:
من يدقق في الأرقام الإنتاجية والمساحات التي كانت تزرع  بمحصول القطن بين الماضي الجميل والحاضر المؤلم يلاحظ البون الشاسع  للتراجع الكبير والواضح، وعدم وجود الرغبة عند المزارعين بالعودة إلى الزراعات المكلفة جداً، في الوقت الذي كانت فيه  الحكومات في منتصف السبعينيات وحتى مطلع الثمانينيات تدفع للمزارع نصف ثمن تكلفة المحصول..
فزراعة محصول القطن  من الزراعات التي تحتاج إلى المزيد من المياه وهذا غير متاح إلّا بتكلفة عالية جداً، حاله كحال محصول الشوندر.
بالأمس أقر مجلس الوزراء سعر شراء كيلو القطن من المزارعين واصل إلى أرض المحلج بعشرة آلاف ليرة، فظن مدير مكتب القطن بوزارة الزراعة أن هذا السعر سيكون محفزاً كبيراً لعودة زراعة المحصول إلى الواجهة، مشيراً إلى أن الهكتار قد يعطي ٣ أطنان، أي الدونم الواحد ٣٠٠ كغ، من دون أن يدري أن إنتاج هذا العام قد لا يكون بحجم ما كان عليه في السنوات الماضية ولم نقل على مستوى إنتاج الثمانينيات.
وبالعودة السريعة إلى أرقام إنتاجنا من القطن ماضياً ومقارنتها مع إنتاج العقدين الأخيرين نلاحظ الفرق الكبير، فمن حيث المساحة  قدرت لهذا العام بـ٧١٧٥ هكتاراً فقط لا غير، في حين  كانت أواخر التسعينيات ٢٣٥ ألف هكتار أعطت إنتاجاً قدره ٧٧٥ ألفاً و٥٠٠ طن، وقد جاءت هذه الإنتاجية من خلال زيادة المساحات المزروعة وزيادة مردودية إنتاج الدونم الواحد، وبذلك انتعشت الصناعات النسيجية وشركات الزيوت، وكنا نصدر الفائض ونوفر القطع الأجنبي لخزينة الدولة، حيث أعطى الدونم ٣٤٧٠ كغ.
في حين بلغ إنتاجنا وما تم تسويقه عام ٢٠١٩ ما يقارب ٣٩.٣٨ ألف طن فقط، منها ٣٠ ألف طن سوقت إلى محالج حماة و٦٢٣٠ طناً سوقت إلى محلج حمص.
وكي لا نذهب بعيداً بلغة الأرقام رغم أنها لغة الإقناع، نقف لنتساءل لماذا تراجعت زراعة القطن اليوم؟
يقول مدير عام هيئة تطوير الغاب المهندس أوفى وسوف:  أولاً محصول القطن من المحاصيل الإستراتيجية المهمة، لكن خلال السنوات العشر الماضية نظراً لارتفاع تكاليف الإنتاج وحاجة المحصول لمزيد من الريات المكلفة، بدأ المزارعون يبحثون عن زراعات أقل تكلفة وفترة قصيرة للمحصول في الأرض.
من ناحيتهم يرى المزارعون في هذه التسعيرة أنها  مازالت قليلة إذا ما قيست اليوم بأسعار التكلفة من أسمدة وغلاء أجور النقل وقطاف المحصول وأجور الأيدي العاملة، زد على ذلك أن المحصول عمره طويل يمتد من شهر نيسان وحتى تشرين الأول.
بالمختصر المفيد، إذا كان سعر شراء الكيلو من القطن اليوم بعشرة آلاف ليرة  مقبولاً، فقد لا يتماشى ولن يكون مقبولاً للعام القادم  في ظل تمادي وارتفاع أسعار التكلفة التي تثب وثباً بين يوم وآخر، فالمخصول يحتاج من ٧ إلى ٨ ريات في المنطقة الوسطى ومن ١٠ إلى ١٢ رية في المناطق الشرقية وفقاً لدرجات الحرارة ونوع التربة وهذا مكلف جداً في ظل تنامي المتغيرات المناخية الصعبة التي تتحالف مع ارتفاع أسعار التكلفة ضد المزارعين.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
دول عربية وأجنبية تعرب عن تضامنها مع إيران جراء حادثة الهبوط الاضطراري لطائرة رئيسي سورية تعرب عن تضامنها التام مع إيران وتمنياتها بالسلامة للرئيس رئيسي وللمسؤولين الذين كانوا معه الخامنئي: على الشعب الإيراني ألا يقلق ولن يكون هناك خلل في عمل البلاد الاتصالات والعدل تبحثان آليات تحويل بعض الخدمات العدلية إلى صيغة إلكترونية عبر منصة «أنجز» ذهبية وفضيتان لسورية في الريشة الطائرة في بطولة العرب البارلمبية بكلفة تقديرية تتجاوز 347 مليار ليرة.. إجازة استثمار جديدة لمشروع مجمع سياحي في طرطوس الصندوق الوطني لدعم المتضررين من الزلزال يوافق على إطلاق المرحلة الثانية من الدعم مجلس الشعب يناقش مشروع قانون إحداث الشركة العامة للصناعات الغذائية وزير التجارة الداخلية يذكر التجار بمسؤولياتهم المجتمعية.. ويطمئنهم : مستعدون للحوار والنقاش حول أي موضوع والتعاطي بمرونة وفق الأنظمة والقوانين بعد ملفات الفساد والتجاوزات.. هجوم شديد من أعضاء محافظة حلب على بعض المديرين.. ومطالبات بالإعفاء والتقييم المستمر