“سحابة العاصفة الرعدية” لا يمكن تحديد مكانها وزمانها مدير الأرصاد الجوية بطرطوس: ارتفاع درجة حرارة مياه البحر ينبئ بطقس خارج عن المألوف
تشرين – رفاه نيوف
في ظل ما جرى من عواصف رعدية ومطرية مؤخراً في ليبيا وأدت لأضرار مادية وبشرية كبيرة ، والذي شكل حالة من الخوف والهواجس لدى الناس حول إمكانية حدوث مثل هذه العواصف وامتدادها إلى الشواطئ السورية.
استقبل قصر الثقافة بمدينة بانياس مدير الأرصاد الجوية بطرطوس عهد اسمندر الذي قدم محاضرة بعنوان ( سحابة العاصفة الرعدية) تحدث فيها عن أسباب حدوثها و خطورتها وكيفية الوقاية منها.
وبين اسمندر بداية أنه اختار هذا العنوان مع بداية فصل الخريف حسب منظومة الأرصاد الجوية، والذي يتغير فيه المناخ.
وأشار إلى أن سحابة العاصفة الرعدية تتشكل بسبب التسخين الشديد على سطح الأرض، هذا التسخين الذي زاد بشكل كبير مؤخراً بسبب نشاط الإنسان، ولوحظ مؤخراً ارتفاع درجة حرارة البحر المتوسط إذ وصلت ل ٢٧،٨ درجة مؤية وهذا يجعل من البحر الأبيض المتوسط بؤرة ساخنة ومخيفة، وبسبب فارق درجة الحرارة بين الماء والهواء قد نشهد طقساً استثنائياً وتشكل العواصف الرعدية، هذه العواصف الرعدية تخبئ في طياتها جميع عناصر الطقس السيئ، من زخات شديدة من البرد والبرق والرعد.
وتحدث اسمندر عن سحابة العاصفة الرعدية والتي هي عبارة عن سحابة ركام مزني cb9 وعندما تكون في حالة النضج والاكتمال تترافق مع ظواهر جوية عديدة ( رياح سطحية شديدة _ برق رعد صواعق وزخات شديدة من المطر والبرد).
وأشار إلى أن العواصف الرعدية تتشكل بثلاث طرق أولها تيارات الحمل بسبب التسخين الشديد للأرض ومرور تيارات باردة فوق سطح دافئ، و رفعها فوق الجبال والهضاب، والمنخفضات العميقة ذات الجبهات الباردة.
ويشترط لحدوثها وجود رطوبة شديدة بكامل طبقات الجو ووجود عامل الرفع بالإضافة لحالة عدم استقرار شديدة.
وتتألف السحب من ثلاث مراحل : مرحلة النمو (الركام) ومرحلة النضج وهي التي تضم جميع العناصر والمرحلة الأخيرة مرحلة الانحلال. ولا تتجاوز الساعة كفترة زمنية لها، نصف ساعة مرحلة النضج والنصف الآخر ما بين النمو والاضمحلال.
وأضاف أحياناً تتدلى من سحب العاصفة الرعدية أقماع تسمى بالمنطقة الساحلية (تنيناً بحرياً) وهو عبارة عن رياح شديدة جداً تترك آثاراً مدمرة على البيوت المحمية بشكل عام.
ولفت اسمندر إلى خطر سحب العواصف الرعدية وتأثيرها الكبير على الملاحة الجوية، ففي حال حدوثها تعد حركة الملاحة الجوية ملغية بالكامل لعدم إمكانية المرور ضمن هذه العواصف الرعدية، بسبب التيارات الهوائية الصاعدة الشديدة جداً و الهابطة والدوامات التي تتشكل في جوار هذه التيارات الشمالية الصاعدة والهابطة .
وعن طرق التنبؤ بالعواصف الرعدية ورصدها بين اسمندر أنها ترصد من خلال أجهزة الرادار والأقمار الصناعية.
وأكد اسمندر أن التنبؤ بالعواصف الرعدية بدقة بالزمان والمكان في منطقتنا يعد مستحيلاً، ولكن يمكن التنبؤ بإمكان الحدوث ولا يمكن تحديد الزمان والمكان بدقة، والتنبؤ يكون بشكل عام حالة عدم استقرار وبالتالي احتمال حدوث عواصف رعدية.
وعن طرق الوقاية من العواصف الرعدية أكد اسمندر ضرورة استعمال مانعات الصواعق لجميع الأبنية السكنية والإدارية، والابتعاد عن استعمال الموبايلات عند حدوثها والتي تعد من أخطر الأجهزة عند حدوث الصواعق وتؤدي إلى أذيات كبيرة وربما الموت. إضافة إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل المجالس المحلية من تعزيل المجاري المائية وتنظيفها وغيرها من الإجراءات الكفيلة بتصريف المياه وعدم حدوث فيضانات في الشوارع و الأبنية.