«وقت العزايم… خلّوه نايم»
يقولون: إنها السلطة الرابعة ويصفونها بـ”صاحبة الجلالة”، هذا على اللوائح واللافتات والورق، لكن في الواقع ليس لمن يعملون فيها من اسمها نصيب..! فالعاملون في الحقل الصحفي أو المهن الفكرية لايزالون منسيين من أي حقوق لهم كأقلام وصناع رأي وفكر وتحليلات وملفات وأخبار وتغطيات وتحقيقات و..، إن كان في التعويضات أو طبيعة العمل التي لاتزال مخجلة، بل معيبة، إذ لا تتجاوز الـ6.5 بالمئة، في حين أقر لغيرهم بنسبة تصل إلى مئتين بالمئة أو تتجاوزها، أو حتى في التعويضات والمكافآت والحوافز التشجيعية، أو الاستكتاب الذي مازال يئن بانتظار من ينتشله ويرفع سقفه .
الجهات المعنية أقرّت وتقرّ باستمرار نظام الحوافز التشجيعية والمكافآت لعدد من الجهات العامة، وحين وصل الدور إلى وزارة الإعلام، على سبيل المثال، أقرّتها للعاملين في الإدارة المركزية، بينما أغفلت ” التنمية الإدارية” من يعملون في الميدان وعلى أرض الواقع، ويتكلّفون الكثير من العبء المادي بدل مواصلات، إضافة إلى الكثير من الجهد والانتظار للحصول على معلومات تساعدهم في إعداد مادة ينشرونها في وسائلهم الإعلامية، ويتقاضون عليها استكتاباً قد لا يعوّض نصف ما تكلّفوه أجور مواصلات.
في الأمس أطلق عدد من الصحفيين عبر صفحاتهم “هاشتاغ” يطالبون من خلاله بطبيعة عمل تنصفهم، وتنصف جهودهم، لعلهم يجدون بذلك آذاناً مصغية قد تلتفت لمطالبهم، علماً أنها ليست المرة الأولى التي تتم فيها المطالبة بهذا الحق، لكن من دون جدوى، ويتم الردّ عليها بجملة “للتريث”، فإلى متى هذا التريّث لا أحد يعلم؟
وما يحزّ في النفس ويثير الاستغراب أن عمل الصحفيين ومهمتهم نقل الحقيقة كما هي، وإيصال صوت الجميع، وفي كثير من الأحيان تتم الاستجابة من الجهات المعنية لما يكتبونه، لكن حين يتعلق الأمر بهم يكون الكلام بلا حبر!
وهنا يمكن التساؤل: إذا كان الصحفيون، كما يتم وصفهم، أصحاب الأقلام والعمل الفكري الابداعي وأصحاب الرأي والأقلام وخط الدفاع أمام الحروب الإعلامية والقنوات المضللة الذين ينقلون الحقيقة، والشريك الأساس الذي يظهر عمل الجهات المعنية ويلفت إلى مكامن الخلل لتصحيحها، فلماذا لا يتم تصحيح وضعهم كغيرهم، بما يؤمّن لهم حياة، أقل ما تكون لائقة نوعاً ما؟ أم إن الأمر سيقتصر على دعوتهم لحضور المؤتمرات والورشات والتغطيات الميدانية والبحث والتقصي ..ومتابعة أنشطة الوزارات لتغطية إنجازات الجهات العامة، وعليهم أن يعملوا بصمت، بينما عند المكافآت والنظر في طبيعة العمل يتم تجاهلهم, ليصبحوا كمن ينطبق عليهم المثل “وقت العزايم خلّوه نايم .. ووقت جلي الصحون أيقظوه ..!