نتائج مبهرة للعلاج بالأوكسجين عالي الضغط لمرضى الأمراض المستعصية في طرطوس

تشرين – وداد محفوض:
أصبح العلاج بالأوكسجين عالي الضغط من أحدث الطرق المعترف بها عالمياً من (FDA) منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية، وأكثرها أهمية في عالم الطب، وذلك لانتشاره الواسع في أوروبا والأمريكتين وكندا وأستراليا وروسيا والصين ولأنه آمن ونتائجه مبهرة.
الدكتور بسام إلياس المعالج المسؤول في أهم وأقدم العيادات التخصصية في محافظة طرطوس، وفي سورية والشرق الأوسط، بيّن أن العلاج بالأوكسجين تحت الضغط العالي علاج طبي حديث، حيث يتنفس المريض أوكسجيناً نقياً ١٠٠% تحت ضغط أعلى من الضغط الجوي المعتاد في حجرات ضغط مخصّصة لهذا العلاج، قد تكون مفردة أو جماعية حسب الحالة المرضية، ويقدّم هذا العلاج العديد من الفوائد للمرضى ومنها (زيادة قدرة خضاب الدم على حمل الأوكسجين إلى أعضاء الجسم بنسبة 15 إلى 20 ضعف الحالة الطبيعية، ويمكن زيادة نسبة الأوكسجين المذاب بالبلازما بإعطائه بتركيز عالٍ وتحت ضغط جوي مرتفع، وبالتالي أن تتشبع البلازما بالمزيد من O2 الذي يمكنه الوصول إلى مناطق في الجسم لا يستطيع الدم بالأوعية الدموية الوصول إليها كالمناطق السيئة التروية بسبب انسداد الأوعية أو التضيّقات الشديدة أو بسبب الوذمة والاحتقان الوريدي، كما أن زيادة الأوكسجين تسبب انقباض الأوعية الدموية، ما يقلّل من الوذمة).

وبيّن إلياس أن عدد الجلسات يتوقف حسب كلّ حالة منفردة، مع تأكيده أن العلاج بالأوكسجين عالي الضغط يكون مكملاً للعلاج حيث لا يغني عن الأدوية الموصوفة من الأطباء للمرضى في أغلب الأحيان، وقد يكون علاجاً منفرداً في بعض الحالات.
وأشار إلى أن الأوكسجين المضغوط يزيد من جذور الأوكسجين الحرّ التي تقوم بأكسدة البروتينات ودسم الخلايا الميتة وتثبيط استقلاب ونمو البكتيريا، وخاصة اللاهوائية منها، ويقلّل من معدل ضربات القلب ويحافظ على الناتج القلبي، ويوقف تموّت الخلايا في الحالات المرضية الحادة وإعادة وظائف الخلايا المريضة، ويعزّز وظائف الجهاز المناعي ويحرّض إنتاج خلايا جذعية جديدة، ويساعد على تكوين كولاجين جديد (نسيج ضام) وخلايا جلدية جديدة عن طريق تكوين أوعية دموية شعرية جديدة وتحفيز البلازما على إنتاج مواد معيّنة مثل عامل النمو البطاني للأوعية الدموية، وهذا بدوره يجذب ويحفّز الخلايا البطانية اللازمة للشفاء، إضافة إلى زيادة مرونة الكريات الحمراء وتحسين الدوران الجانبي.
وعن الحالات المؤهلة للعلاج والتي يكون فيها العلاج بالأوكسجين عالي الضغط أساسي: التسمّم بأول أكسيد الكربون والفقاعات الهوائية (الصمامة الهوائية) ومرض إزالة الضغط عند الغطاسين، وأيضاً نقص السمع المفاجئ الحديث، وتنخر الأنسجة والعظام بعد العلاجات الشعاعية، واختلاطات الداء السكري.
أما بقية الحالات فيعد علاجها مساعداً كعلاج نقص تروية رأس الفخذ عند الأطفال (داء بيرتس)، ونقص تروية رأس الفخذ عند الكبار (النخرة الجافة)، ومتلازمة الألم الليفي العضلي المزمن، والجروح غير الشافية، ذات العظم والنقي غير الشافية، واعتلال الأوعية والأعصاب السكرية، وشلل العصب الوجهي المحيطي (اللقوة) الحديثة العهد، والحروق عامة وعمليات تطعيم الجلد، وصعوبات التعلم عند الأطفال، وعقابيل نقص الأكسجة عند الأطفال، «الفيبرومياليجيا».
وأوضح الدكتور إلياس أن المعالجة نجحت في معالجة قِصر طول الجسيم الطرفي للصبغيات، كما تساهم في تأخير ترقي المرض في التصلب اللويحي والزهايمر، وباركنسون واعتلال الأعصاب الوراثي، وتأخير الشيخوخة عن طريق عكس عمليتين مرتبطتين بآلية حدوث الشيخوخة.
ونوه بأن العلاج بالأوكسجين المضغوط آمن وفعّال، لذلك يتمّ استقبال الحالات بكل الأعمار من عمر السنة حتى عمر 80 سنة من دون أي خطورة.
وعن التطورات في هذا المجال بيّن إلياس أنه رغم الحصار المفروض على بلدنا إلا أنه يتم حالياً تصنيع أجهزة من العيادة التخصصية بأحدث المواصفات والاستعانة بالخبرات السورية والأجنبية، وبعد دراسة النماذج العالمية ومنها الألماني والبريطاني والروسي، وبالاعتماد أساساً على الدراسة على النموذج الصيني في المعمل الأم وانتقاء أفضل التقنيات لجمعها وتطويرها في جهاز واحد سوف يصدر تحت اسم بوابة المستقبل (Future Gate)، ليشارك الجهاز ويساهم في تطوير القطاع الطبي والصناعي في سورية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار