عين على الرواية
كان ذلك منذ خمس عشرة سنة تقريباً، يوم صدرت روايته “إلى الأبد ويوم” التي كانت حينها مفاجأة الشاعر الراحل عادل محمود للمشهد الشعري، لاسيما وقد نالت جائزةً أدبية رفيعة من دولةٍ خليجية… كانت مُفاجأة لأن محمود لم يُعرف عنه غير كتابة الشعر وبعض المقالات الصحفية على مدى عقودٍ طويلة، ويومها أعلن أنّ رواية “إلى الأبد ويوم” التي كانت أقرب إلى السيرة الذاتية: إنها ستكون روايته الأولى والأخيرة.. لكن الحفاوة النقدية التي استقبلت بها الرواية، دفعته لأن يُكرر التجربة الروائية مرة ثانية بـ”شكراً للندم”، وحينها أعلن أنها ستكون الرواية الأخيرة أيضاً، غير إنه لم ينسَ، وهو يُوقع روايته الثالثة “قطعة جحيم لهذه الجنة” في إحدى دورات معرض الكتاب؛ أن يؤكد أنها ستكون الرواية الأخيرة.. الرواية التي اكتشف أنها “نوع مؤلم من النشاط الإنساني، لأن التجربة تُعاش، انفعالياً، مرتين؛ مرة فيها، ومرة عنها.”
فيما يُلفت الانتباه أحد الكتّاب إلى أمرٍ آخر، وهو موضوع رواية لإحدى الكاتبات السوريات القائمة على فيلمٍ ألماني حيث يؤكد أن الروائية السورية المحترمة جداً؛ لم تفعل شيئاً سوى أنها عرّبت الأسماء لاعتقادها أن هذه السرقة الكارثية لا يمكن أن تُكشف.!
وأخيراً نُشير إلى أن موضوع تعريب الأفلام الأجنبية وتحويل موضوعاتها إلى “رواية سورية” ليست من اختصاص الكاتبات فقط، فثمة سابقة ذكورية في هذا المجال عندما عمد أحد الكتّاب السوريين لتعريب أسماء فيلم “الحديقة الخلفية” ليصير رواية سورية تبارى الكثير من النقاد في الحديث عن أهميتها في اكتشاف مناطق جديدة في الكتابة.!
وعلى ما يروي الأديب علي عبد الله سعيد؛ إنه منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي وحتى عام 2010، ومع تدفق المال الخليجي على الدراما السورية وعلى ممثلاتها الفاتنات.. كنت إذا ما التقيت كاتباً سورياً أي كاتب سوري لا على التعيين وتسأله: ما هو مشروعك الكتابي هذه الأيام؟ يجيبك على الفور: “أكتب سيناريوهاً أو انتهيت من كتابة سيناريو” ..
بعد توقف تدفق المال الخليجي تقريباً عن الدراما.. فكلما سألت شاعراً أو صحفياً أو قاصاً أو ممثلاً أو أو إلخ.. والمفاجئ إنه حتى إذا ما سألت كاتب السيناريو نفسه: ما هي مشاريعك الكتابية؟ سيجيبك (على السريع): أكتب رواية أو لقد كتبت رواية وربما الهدف من وراء ذلك المال الخليجي أيضاً.. أي جماعة “بوكر” الرواية!
هامش:
………
شجرةُ الجميز
التي
التقينا تحت فيئها
ذات صدفةٍ مُدبرة؛
صارتْ
مزاراً يؤمهُ
كلُّ المؤمنين العاشقين.